ساحة المنشية في العلا تستقبل الزوار لمشاهدة عروض رقصات الدحة والرفيحي
تستعيد ساحة المنشية حيويتها المعهودة مع انطلاق فعاليات كرنفال المنشية لعام ألفين وخمسة وعشرين، حيث يبرز هذا الحدث كأحد أكثر البرامج جماهيرية ضمن مهرجان شتاء طنطورة في العلا، ويقدم الكرنفال تجربة ترفيهية متكاملة في الهواء الطلق تجمع بين العروض الكلاسيكية والأجواء الشتوية الساحرة.
تستقبل الساحة زوارها كل يوم جمعة وسبت خلال الفترة الممتدة من التاسع عشر من ديسمبر وحتى العاشر من يناير المقبل، وتبدأ الفعاليات من الساعة السادسة مساءً وتستمر حتى منتصف الليل، لتمنح العائلات والزوار فرصة الاستمتاع ببرنامج حافل يمزج بين التراث الثقافي والأنشطة الإبداعية الحديثة.
يشارك الحرفيون والباعة المحليون في تحويل الساحة إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، حيث يتم عرض الحرف اليدوية التقليدية وتوفير أركان خاصة للمأكولات الشعبية التي تعكس هوية المنطقة، ويسهم هذا التواجد في تعزيز الروابط المجتمعية بين السكان والوافدين في أجواء يملؤها الدفء والألفة والاحتفاء بالإرث.
تتنوع الاستعراضات الجوالة في أرجاء المكان لتشمل عروض الدمى المتحركة وفنون ألعاب الخفة المدهشة، ويستمتع الأطفال بفقرات المشي على العصي الطويلة وفناني البالونات الذين ينشرون البهجة، بالإضافة إلى توفر ألعاب الكرنفال الكلاسيكية التي تخصص لها جلسات محددة الوقت لضمان استمتاع الجميع بمختلف الأعمار.
يحتضن المسرح الرئيسي باقة من العروض الموسيقية والفنية التي تبرز الفلكلور السعودي الأصيل، وتتضمن الفقرات رقصات الدحة والرفيحي التراثية التي تجذب اهتمام المتابعين، بجانب معزوفات حية على آلات العود والقانون تقدمها مواهب فنية متميزة على فترات منتظمة طوال ساعات المساء الشتوي الجميل.
تتيح الورش الإبداعية المقامة داخل الكرنفال فرصة نادرة للتعرف على أسرار المهن اليدوية القديمة، وتشمل هذه الأنشطة التدريب على نسج الصوف وإعداد الخبز التقليدي وصناعة القبعات، مما يسمح للزوار بالتفاعل المباشر مع الحرفيين واكتساب مهارات جديدة في بيئة تعليمية ترفيهية تناسب اهتمامات الكبار والصغار على حد سواء.
يعد الدخول المجاني إلى موقع الكرنفال أحد أهم المزايا التي تجعل الوصول إلى هذه التجربة سهلاً ومتاحاً للجميع، بينما يتم دفع رسوم رمزية مقابل الحصول على الأطعمة أو المشاركة في بعض الألعاب والورش التخصصية، ويشترط المنظمون وجود مرافق للزوار الذين تقل أعمارهم عن ستة عشر عاماً لضمان سلامتهم وراحتهم.
تتداخل أصوات الضحكات وروائح الأطعمة التقليدية مع الموسيقى الحية لتشكل مشهداً يعكس روح العلا المتجددة، ويهدف الكرنفال إلى ترك ذكريات مشتركة لا تنسى لدى ضيوف المهرجان من داخل المملكة وخارجها، مع الحفاظ على الهوية الوطنية في كافة التفاصيل المنظمة التي تبرز التطور السياحي الكبير الذي تشهده المحافظة التاريخية.
يسهم الكرنفال في دعم الاقتصاد المحلي عبر توفير منصات بيع مباشرة للأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة، ويشكل هذا التكامل بين المتعة والدعم المجتمعي نموذجاً للفعاليات السياحية الناجحة التي تستثمر المكان والمكانة، ليبقى شتاء طنطورة شاهداً على قدرة العلا في تحويل التاريخ إلى تجربة معاشة تلامس حواس الزوار بشكل مباشر.
يستهدف البرنامج جذب آلاف الزوار خلال الأسابيع القليلة القادمة تماشياً مع خطط تنشيط السياحة الشتوية، وتؤكد الجهات المنظمة على جاهزية ساحة المنشية لاستقبال الحشود وتوفير كافة الخدمات اللوجستية التي تضمن سلاسة الحركة، مما يجعل من العلا وجهة عالمية تجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر في احتفالية شتوية استثنائية وباهرة.
تستمر العلا في إبهار العالم بتقديم محتوى ترفيهي نوعي يراعي التنوع الثقافي والاجتماعي، ويأتي كرنفال المنشية ليؤكد أن البساطة في التنظيم والعمق في التراث هما سر النجاح والاستمرارية، حيث يودع الزوار الساحة وهم يحملون في مخيلتهم قصصاً من عبق الصحراء ودفء القهوة العربية وأصالة الفنون الشعبية التي لا تموت أبداً.





