وجهات سياحية

دليل زيارة مدينة شيكي التاريخية وبحيرة جويغول الساحرة في أذربيجان

تستقبل أذربيجان زوارها من السائحين العرب بمزيج فريد من المواقع التراثية والسواحل السريالية، حيث تضم البلاد مجموعة مهيبة من القصور والحصون التي تعكس مهارة الحرفيين القدامى، وتوفر الجولات الاستكشافية فرصة لزيارة المساجد العريقة والمتاحف وقاعات العرض الفنية المتنوعة، مما يجعلها وجهة سياحية متكاملة تجمع بين أصالة التاريخ وجمال الطبيعة الجبلية الساحرة.

تعد مدينة شيكي الواقعة شمال غرب البلاد واحدة من أجمل الوجهات السياحية في أذربيجان، حيث تبعد عن العاصمة باكو حوالي مئتين وأربعين كيلومتراً وتقع ضمن سلاسل جبال القوقاز الكبرى، وتتميز بشوارعها المرصوفة بالحصى ومبانيها الحجرية التقليدية ومقاهيها النابضة بالحياة، كما تشتهر بمنازلها الجميلة ذات البوابات الملونة التي تضفي سحراً خاصاً على أزقة المدينة التاريخية القديمة.

يبرز القصر الصيفي لشيكي خان كمعلم معماري مذهل يجذب هواة التصوير والمهتمين بالتاريخ، ويستطيع الزوار التعرف على قصر الشتاء الذي يخضع لعمليات ترميم دقيقة منذ عام ألفين وعشرة، وتشكل الكرفانات الحجرية جوهرة معمارية فريدة كونها كانت تمثل غرف النوم الأصلية لتجار طريق الحرير، وتعتبر المنطقة من أبرد الوجهات حيث يفضل السياح زيارتها في الفترة من يونيو إلى سبتمبر.

تمثل مدينة شماخي العاصمة الاقتصادية والإدارية لمنطقة شيرفان وأحد المراكز الرئيسية على طريق الحرير، وقد نجحت المدينة في تعزيز مكانتها التاريخية رغم تعرضها لإحدى عشر زلزالاً مدمراً عبر العصور، ويقف مسجد جمعة الشماخي الذي بني في القرن الثامن شاهداً على الصمود المعماري، إذ نجا من معظم الزلازل العنيفة ليظل منارة إسلامية وتاريخية تجذب الزائرين من كل مكان.

يستكشف السياح في شماخي ضريح يدي جومباز الذي يضم مجموعة من المقابر الملكية لحكام شيرفان، وتسمح الجولات بمشاهدة أقبية الدفن التي تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر رغم حاجة بعضها للترميم، وتوفر سفوح التلال الجنوبية لجبال القوقاز مناظر طبيعية رائعة تحيط بالورش الحرفية وحمامات العصور الوسطى، ويعد شهري يوليو وأغسطس الوقت المثالي للاستمتاع بطقس المدينة الدافئ والجاف صيفاً.

تقع بحيرة جويغول على ارتفاع يصل إلى ألف وخمسمئة متر فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر من أكبر وأجمل البحيرات الطبيعية في أذربيجان بفضل الغابات الكثيفة التي تحيط بها، وقد تشكلت هذه البحيرة نتيجة زلزال عام ألف ومئة وتسعة وثلاثين الذي تسبب في انهيار جزء من جبل كاباز، مما خلق بيئة جاذبة للمسافرين الراغبين في الاسترخاء وسط الطبيعة الجبلية والهواء النقي بعيداً عن صخب المدن.

تزخر أذربيجان بالعديد من القصور والحصون التي تروي قصص القوافل التجارية القديمة والتبادل الثقافي عبر العصور، ويجد المسافر العربي في تفاصيل العمارة الإسلامية والنقوش اليدوية ما يربطه بجذوره الثقافية في بيئة سياحية آمنة، وتستمر الجهود الرسمية في ترميم المواقع الأثرية للحفاظ على هوية المدن التاريخية وتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، لتظل أذربيجان وجهة مفضلة ومستدامة لكافة الزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى