سينقلك إلى زمن عظماء الفن..هكذا يبدو مصعد فندق “سيسل” التاريخي بمصر
انتشر مؤخرًا عبر موقع تبادل الصور “انستغرام” مقطع فيديو لمصعد عتيق الطراز ببهو أحد فنادق مدينة الإسكندرية في مصر، مرفق بموسيقى تصويرية مميزة كانت مرتبطة بعدد من الأفلام المصرية بالعصر الذهبي.
ولكنه ليس عبارة عن فندق عادي، إذ أنه يُعد “أحد أقدم الفنادق وأكثرها فخامة خلال القرن العشرين”، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي للإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية.
ورغم أنّ فندق “سيسل” قد عفى عنه الزمن، إلا أن تاريخه الطويل المرتبط بأسماء شخصيات شهيرة عالميا أقامت فيه يمثل عنصر جذب فريد من نوعه.
ويوضح مدون الرحلات والمصور المصري عمرو صلاح،، أنّه أراد أن ينقل مشاعر الحنين إلى الماضي التي انتابته خلال إقامته بفندق “سيسل”.
وبالنسبة لصلاح، تتمثل أهمية هذا الفندق التاريخي في ارتياده من قبل العديد من المشاهير، أمثال رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، والروائية آغاثا كريستي، والسيدة أم كلثوم.
ومن بين أشهر الأسماء التي ارتادت الفندق بالسينما المصرية: عمر الشريف، ومحمود المليجي، وفاتن حمامة.
ويشير صلاح إلى أنّه استشعر أصالة المكان أثناء تصويره
ويتذكر صلاح لحظة تجربته المصعد القديم بالفندق قائلًا: “استحضرت استخدام هذه الشخصيات للمصعد صعودًا ونزولًا، وكذلك الأحداث التاريخية التي جرت بين جدران الفندق وأروقته”.
ويرى صلاح أنّ احتفاظ القائمين الحاليين على المصعد بالفندق يُعد أمرًا فريدًا من نوعه، كما أنّه رغم طرازه العتيق وعمره الذي يشارف على قرن من الزمن، لا يزال بحالته الأصلية تمامًا كما كان منذ افتتاح الفندق منذ 94 عاما.
ويضيف: “احتفاظ القائمين على الفندق بالمصعد، يُعد دليلا على تقديرهم لأصالة المكان وتاريخه العريق”.
وخلال إقامته في الفندق، لفت انتباه المدون المصري اهتمام إدارة الفندق بتفاصيل صغيرة ولكّنها غاية في الأهمية، مثل احتفاظ العاملين بالزي التقليدي، إلى جانب عملية التجديد في بهو الفندق والتي تراعي التصميم الأساسي، “ما يدل على أن إجراء التطوير ممكن مع مراعاة عدم المساس بالقيمة التاريخية للمكان”، حسبما ذكره صلاح.
وأشار صلاح إلى أنّه منذ مشاركته مقطع الفيديو للمصعد، تلقى العديد من الرسائل والتعليقات من بينها لأشخاص زاروا الفندق عدة مرات، والذين “استشعروا مدى عمق وقيمة المكان من خلال مشاهدة الفيديو القصير بالموسيقى التصويرية المرتبطة بأفلام الزمن الجميل”.
ويعود تاريخ فندق “سيسل” إلى عام 1929، وكان أول ملاكه ثري ألماني يُدعى ألبرت متزجر، والذي أطلق عليه اسم “سيسل” تيمنًا باسم ابنه.
وصُمم المبنى على الطراز الفلورنسي، من قبل المعماري الإيطالي جوسيبي أليساندرو لوريا، الذي وُلد بمدينة المنصورة في عام 1888.
ويتميز الفندق بإطلالة على كورنيش الإسكندرية، وكذلك على ميدان “سعد زغلول”، ومحطة الرمل وسط المدينة.
وكان جهاز الاستخبارات البريطاني قد نسق خلال فترة الحرب العالمية الثانية عملية جاسوسية ضد النازيين الألمان من داخل إحدى أجنحة الفندق.
وفي عام 2014، خضع فندق “سيسل” لعملية تجديد، وأشرفت عليه منذ ذلك الحين علامة “شتايغينبيرغر” الألمانية للفنادق والمنتجعات.