إسحاق الحارثي يكتب: مسقط تستحق التجديد
لا حديث يعلو هذه الأيام على حديث موعد انتخابات مجلس الشورى العماني للفترة العاشرة والتي دخلت أمتارها الأخيرة، إذ بدأ يوم الأحد ٢٢ أكتوبر الجاري الإدلاء بأصوات المواطنين العمانيين المتواجدين خارج السلطنة يتبعه تاريخ ٢٩ أكتوبر الجاري موعد انتخابات المواطنين داخل السلطنة حيث حمى وطيس اللقاءات الانتخابية التي قدمها المترشحون للعضوية لهذه الفترة وتسابقوا في تقديم ملفات ومحاور وخطط العمل وأهداف الرؤية المستقبلية الانتخابية التي تصاحب حملاتهم الدعائية قبل خوض غمار المنافسة للوصول إلى قبة المجلس وهذا في حد ذاته مؤشر جيد ينم عن وعي تام بالأدوار التي يجب أن يعيها أي مترشح للعضوية قبل التفكير حتى في الولوج إلى القبة البرلمانية والحمد لله رب العالمين بعد فصل اختصاصات المهام والأدوار بين مجلس الشورى والمجلس البلدي بات الجميع يعرف ماله وماعليه سواء مترشح أو ناخب وتجلى ذلك من خلال ماسمعناه وما شاهدناه من اللقاءات التعريفية التي قدمها المترشحون خلال لقائهم بالأهالي بأن هناك تغيير قادم على مستوى المشاركة والدافع المعنوي الكبير الذي ارتكز عليه المترشحون لإحداث التغيير والإسهام في نقل هذه التجربة التي تتطور يوما بعد يوم إلى آفاق يحلم بها المواطن نحو خلق شراكة شوروية مجتمعية يصنعها المواطن برأيه ابتداء من الدفع بالمرشحين لعضوية المجلس في مرحلة الانتخابات وصولا إلى الأدوار التي يلعبها العضو خلال فترة بقائه في عضوية المجلس.
على صعيد شخصي تابعت بعض تلك اللقاءات الانتخابية مابين الحضور ومابين ما يصلني من مقاطع فيديو ورسائل قدمها المترشحون وقد شدني من تلك اللقاءات والتي أراها شخصياً ويراها غيري أنها تطرح لأول مرة على مستوى الولاية تلك الرؤية الانتخابية التي قدمها أ. خليل بن خلفان بن محمد الوهيبي مرشح ولاية مسقط لانتخابات عضوية مجلس الشورى الفترة العاشرة والتي قدمها وسط حضور منقطع النظير فاق الألف من الحضور امتلأت بهم قاعة منطقة البستان بولايه مسقط افتتح من خلالها الأستاذ خليل الوهيبي لقاءه بدعائه وتضرعه للمولى القدير أن ينصر أشقاءنا في دولة فلسطين وأن يفرج عنهم محنتهم ويحميهم من بطش الكيان الصهيوني الغاصب المحتل للأراضي الفلسطينية، مستحضراً يليها بداية فكرة ترشحه لعضوية المجلس من خلال التشاور مع جميع مشايخ وأهالي وأبناء الولاية منطلقاً من مبدأ قيم الدين الحنيف والشريعة السمحاء التي تحمل مبدأ الأمانة والصدق والعمل الجاد والتخطيط السليم والتعاون المجتمعي والمشاركة البناءة نحو تحقيق الرؤية التي رسمتها حكومة سلطنة عُمان من خلال التنمية المستدامة لرؤية عمان 2040 التي تناولها أ. خليل الوهيبي في محاوره التي تعنى بالإنسان والمجتمع والاقتصاد والتنمية والحوكمة والأداء المؤسسي والبيئة المستدامة والصناعة والابتكار والبنية التحتية، موضحاً تلك التفاصيل بكل ما تحمله من قوانين وقواعد وإجراءات تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في الأداء من خلال اختيار الأساليب الصحيحة والفعّالة من أجل إدارة المنظمات وتحقيق أهدافها، ولم يغفل أ. خليل الوهيبي من حيث التطرق إلى مهام مجلس الشورى ولجانه التي تقوم بسن التشريعات التى تساهم في تطوير المنظومة وتطبيق أهداف التنمية المستدامة من خلال اللجان التشريعية والقانونية والاقتصادية والمالية والصحية والبيئية إضافة إلى لجان التربية والتعليم والبحث العلمي والخدمات والتنمية الاجتماعية ولجان الشباب والموارد البشرية والأمن الغذائي والمائي والإعلام والثقافة ومحاور عدة تعنى بالصناعة والابتكار والبنية التحتية وقد حملت تلك الرؤية أبعادا تعنى الحد من أوجه عدم المساواة ومكافحة التميز بكل أشكاله وخلق مدن ومجتمعات محلية حديثة مستدامة تتعلق بالاستهلاك والإنتاج والعمل المناخي من حيث التقليل من النفايات وسن تشريعات تحافظ على المناخ والمحافظة على الحياة البحرية تحت الماء وفوق البر وعدالة المؤسسات القوية من حيث تمكين إقامة مجتمعات سلمية لتحقيق أهداف الشراكة بين الحكومات و الشركات و المجتمع المدني بتنوعه.
من هنا أجد أن الوسم الذي استخدمه أ. خليل الوهيبي يعطي دلالات وانطباعات على العمل المشفوع في الرؤية الانتخابية والذي يحمل تطلعات أبناء ولاية مسقط نحو التجديد الذي يستحق الإشادة بل الدعم في أن يصل بهذا العمل والجهد إلى أبعد من ذلك لما لا وكل ذلك الدعم الكبير الذي حظي به في التجمع الذي بويع فيه من قبل الحضور ووقوفهم معه ومساندتهم لتلك الرؤية نحو ترسيخ ذلك الوسم مسقط تستحق التجديد.