“الغوص في الذاكرة”: انتعاش سياحة “استعادة الماضي” بفرنسا
تُسجل “سياحة الذاكرة” المرتبطة بأحداث تاريخية انتعاشًا ملحوظًا في فرنسا، حيث يتوقع أن تشهد ذروتها في عام 2024 تزامنًا مع الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء في منطقة نورماندي.
وتُجسد هذه الظاهرة رغبة متزايدة لدى الناس في استعادة الماضي والعودة إلى الجذور.
ارتفاع ملحوظ في أعداد الزوار:
في عام 2022، استقطبت فرنسا 11.4 مليون زائر في إطار سياحة الذاكرة، بزيادة 44% مقارنة بالعام 2021، وفقًا لوزارة الجيوش الفرنسية. ومن بين هؤلاء الزوار، 2.7 مليون قدموا من الخارج.
وتُعد الذكريات السنوية الرئيسية بمثابة نقاط جذب قوية للسياح، حيث تُسلط الضوء على أحداث تاريخية هامة. ويشهد عام 2024 العديد من الفعاليات الكبرى بمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء، مما يُتوقع أن يُضاعف أعداد الزوار.
مشاعر وطنية وحاجة إلى تذكر الماضي:
يُشارك العديد من الفرنسيين في سياحة الذاكرة بدافع مشاعر وطنية ورغبة في تذكر الأحداث التاريخية المهمة، مثل الحروب العالمية. ويُؤكد العديد من الزوار على أهمية الحفاظ على ذكرى الماضي، خاصةً في ظل الحروب الجديدة التي تُهدد العالم.
سياحة دولية:
تُعد سياحة الذاكرة ظاهرة عالمية، حيث يُشارك فيها زوار من مختلف أنحاء العالم، خاصةً من الدول التي شاركت في الأحداث التاريخية. وتُظهر دراسة أجرتها منطقة نورماندي أن 5.52 مليون شخص زاروا مواقع معركة نورماندي في عام 2022، وأن 60% منهم من جنسيات أجنبية.
تطور في طبيعة سياحة الذاكرة:
تتطور طبيعة سياحة الذاكرة لتشمل جوانب ثقافية واجتماعية، بالإضافة إلى الجانب التاريخي. ويهتم العديد من الزوار بتجربة ثقافات الشعوب المختلفة، وسماع شهادات من عايشوا الأحداث التاريخية.
التركيز على رواية القصص بشكل مُسلٍ:
تُدرك الجهات السياحية أهمية رواية القصص التاريخية بشكل مُسلٍ لاجتذاب المزيد من الزوار. وتُقام العديد من الفعاليات والعروض التي تُضفي طابعًا ترفيهيًا على سياحة الذاكرة، مع الحفاظ على دقة المعلومات التاريخية.
تُعد “سياحة الذاكرة” ظاهرة إنسانية تُجسد رغبة الإنسان في استعادة الماضي والتعلم من تجارب الأجيال السابقة، وتُساهم هذه الظاهرة في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني والثقافي، ونشر الوعي حول الأحداث التاريخية الهامة.