الببلاوي من الرياض: العرب يعتبرون مصر “بيتهم”.. ولدينا مشاكل “بنحلها” وأنا متفائل بتطور السياحة لدينا وتركيا واليونان “نموذج مميز “
في اول لقاء بصحيفة عربية.. وضعت "روشتة علاجية منذ عشرين عاما
يعد نادر الببلاوي، أحد أبرز رجال السياحة في مصر، كما يعتبر من أوائل الذين بدأوا في جلب السياحة العربية إلى مصر منذ نحو 40 عامًا.
يشغل الببلاوي أيضًا منصب طبيب وعضو في مجلس إدارة هيئة التنشيط السياحي بمصر، وهو عضو بارز في غرفة شركات السياحة المصرية، والتي تُعد أقدم هيئة عربية متخصصة في أعمال وبرامج الشركات السياحية ووكالات السفر، وتأسست هذه الهيئة قبل نحو 55 عامًا، تحديدًا في عام 1968.
كما عمل نادر الببلاوي في مجال السياحة العربية لمصر وأثرى تجربته بمساهماته القيمة في تطوير هذا القطاع، وكان لنا هذا الحوار معه..
عدتَ إلى السعودية بعد غياب ست سنوات، فما الذي لفت انتباهك خلال زيارتك الحالية؟
لقد شهدتُ المملكة العربية السعودية تحولات مذهلة خلال السنوات الماضية، وتجلى ذلك بوضوح في مختلف المجالات.
حدثنا عن بعض هذه التطورات التي لاحظتها؟
برزت المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية عالمية مميزة، وذلك بفضل اهتمامها بتطوير البنية التحتية السياحية، وتأسيس مشاريع سياحية فريدة من نوعها، ووضع قوانين استثمارية جاذبة، وتنوع العروض السياحية لتلبية مختلف الأذواق.
كما شهدت المملكة العربية السعودية نهضة عمرانية واسعة شملت الطرق والسكك الحديدية والمطارات، كما طالت التطورات مختلف المجالات الأخرى مثل التعليم والبحث العلمي والتقنية.
كذلك حرصت المملكة العربية السعودية على تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، ممّا ساهم في تعزيز استقرارها الاقتصادي وازدهارها.
ما هو انطباعك عن هذه التطورات؟
أُعجبُ بشدة بالتطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، والتي تُؤكّد على سعيها الدؤوب لبناء مستقبلٍ مزدهرٍ لأجيالها القادمة.
هل تعتقد أنّ المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها؟
بالتأكيد، إنّ ما تشهده المملكة العربية السعودية من إنجازاتٍ عظيمة يُؤكّد على عزمها وإصرارها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
لماذا يُفضّل بعض السيّاح العرب الاعتماد على العلاقات الشخصية بدلًا من اللجوء إلى شركات سياحية مرخصة لتنظيم رحلاتهم، خاصةً في مصر والدول العربية القريبة؟
يُفضّل بعض السيّاح العرب الاعتماد على العلاقات الشخصية بدلًا من اللجوء إلى شركات سياحية مرخصة في تنظيم رحلاتهم لأسبابٍ متعددة، منها التعود على العلاقات الشخصية، حيث اعتاد بعض السيّاح على إنجاز أمورهم من خلال علاقات شخصية، خاصةً في الدول العربية المجاورة، معتقدين أنهم بذلك يحصلون على أسعار أفضل وخدمات أرخص.
كذلك الشك في الشركات السياحية، حيث ينتاب بعض السيّاح شعورٌ خاطئ بأنّ الشركات السياحية “تستغلهم” وتُبالغ في الأسعار، ممّا يدفعهم إلى البحث عن بدائل “أرخص”.
هذا بالإضافة إلى قلة الوعي بأهمية التعامل مع جهات رسمية، حيث لا يُدرك بعض السيّاح أهمية التعامل مع شركات سياحية مرخصة تضمن حقوقهم وتُقدّم لهم خدمات متميزة في حال حدوث أي مشاكل.
ما أضرار هذه الممارسات؟
تُعدّ هذه الممارسة خاطئة لعدة أسباب، منها، التعرض للنصب والاحتيال، قد يقع السائح ضحيةً لمُغشّين ينتحلون صفة مقدمي خدمات سياحية، ممّا يُعرّضه للنصب والاحتيال.
وفي حال واجه أي مشكلة، مثل تأخير الرحلات أو إلغائها أو سوء المعاملة، لا يستطيع السائح الحصول على أي تعويض أو مساعدة من أي جهة رسمية، كذلك قد لا يحصل السائح على الخدمات التي يتوقعها، خاصةً من حيث الجودة والسلامة، لذلك، يُنصح السيّاح العرب بالاعتماد على شركات سياحية مرخصة لتنظيم رحلاتهم، لضمان تجربة سياحية آمنة وممتعة.
ما أبرز المشاكل التي يتعرض لها السائح العربي؟
يواجه السائح العربي، خاصةً “السائح المنفرد”، بعض المشاكل التي تُعيق تجربته السياحية، وتُؤثّر سلبًا على سمعة قطاع السياحة في الدول العربية، ومن أبرز هذه المشاكل، المضايقات حيث يتعرّض بعض السيّاح العرب لمضايقات من قبل بعض الأفراد، مثل محاولات التحرش أو الإزعاج، ممّا يُخلّ بأمنهم وراحتهم.
وقد يواجه السائح مشاكل في التنسيق بين مختلف مراحل رحلته، مثل النقل والحجز والسياحة، ممّا يُسبب له الإحباط والضيق، كذلك قد يتعامل السائح مع أشخاص غير محترفين أو لا يتمتعون بخبرة كافية في مجال السياحة، ممّا يُؤثّر على جودة الخدمات المقدمة.
كذلك قد يقع بعض السيّاح ضحيةً لمُغشّين ينتحلون صفة مقدمي خدمات سياحية، ممّا يُعرّضهم للنصب والاحتيال، ولكن من المهم التأكيد على أنّ هذه المشاكل لا تُمثّل واقعًا عامًا، وأنّ جهودًا كبيرة تُبذل من قبل السلطات المعنية في الدول العربية لمعالجتها وتحسين تجربة السائح العربي.
أعلنت مصر عن تخطيها 14 مليون سائح في عام 2023، مع تبقّي 6 سنوات لتحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى 30 مليون سائح. ما هو رأيك في هذا الطموح؟
مصر تشهد تطوّرًا ملحوظًا في قطاع السياحة، والمنحنى السياحي يُظهر تصاعدًا مستمرًا، مع احتمالية حدوث بعض التذبذبات الطفيفة.
ولكن، لتحقيق هذا الهدف الضخم يجب زيادة عدد الغرف الفندقية لِاستيعاب هذا العدد الكبير من السيّاح، كما يجب تنفيذ برامج تدريبية مكثفة للعاملين في قطاع السياحة لِتقديم خدمات متميزة.
كذلك يجب إنشاء مطارات جديدة لاستقبال الأعداد المتزايدة من السيّاح، وأيضا التركيز على تنويع العروض السياحية لِجذب شرائح جديدة من السيّاح.
وتمتلك مصر تمتلك مقومات هائلة لِتحقيق هذا الهدف، حيث تمتلك مصر معالم سياحية جديدة لم يشاهدها الكثير من السيّاح العرب، مثل الساحل الشمالي والعلمين وراس الحكمة ومرسى علم والجلالة والقاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية.
كما تُوفّر مصر مشروعات ترفيهية متنوعة، مثل ممشى النيل والمطاعم العالمية وغيرها، ممّا يُجذب السيّاح من مختلف أنحاء العالم، كذلك تُعتبر مصر وجهةً مُفضّلةً للعرب، حيث يُشعرون فيها بالراحة والانتماء، ويُطلق الدكتور الببلاوي على مصر لقب “المضاد الحيوي” الذي لا غنى عنه للعرب.