فاطمة الصيرفي: اتفاقية التعاون السياحي بين البحرين والكويت خطوة نحو تعزيز الروابط الخليجية
في حوار خاص لجريدة “الراي”
فاطمة بنت جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة ورئيسة مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض، تجسد مثالاً على القيادة الحكيمة والخبرة الواسعة في قطاع السياحة.
تحت قيادتها، شهدت البحرين نمواً ملحوظاً في استقطاب السياح، حيث تُعَدّ مملكة البحرين الآن وجهة مفضلة للسياح، بفضل جهودها المتواصلة في الترويج للسياحة وتعزيز المشاريع المشتركة مع الدول الأخرى.
في حوار حصري مع «الراي»، تحدثت الصيرفي عن تطلعاتها لتعزيز التعاون السياحي بين البحرين والكويت وكيفية تحقيق ذلك من خلال اتفاقيات التعاون ومشاريع مشتركة.
اتفاقية التعاون السياحي: خطوة نحو تعزيز الروابط الخليجية
تسعى البحرين لتعزيز العلاقات السياحية مع الكويت من خلال توقيع برنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي للأعوام 2024 و2025 و2026.
الصيرفي أوضحت أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة هامة في مسيرتهما المشتركة، مشيرة إلى أن الاتفاقية ليست مجرد وثيقة، بل هي تجسيد لرؤية طموحة تهدف إلى الترويج لمنطقة الخليج كوجهة سياحية متكاملة.
وأضافت أن الاتفاقية تشمل تعزيز السياحة البينية، وتطوير عوامل الجذب السياحي، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، مما يسهم في زيادة معدلات السياحة وتحقيق أهداف التنمية السياحية في البلدين.
أوجه التعاون السياحي بين البحرين والكويت: تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات
الصيرفي أكدت أن التعاون السياحي بين البحرين والكويت سيكون شاملاً ويشمل جميع جوانب القطاع السياحي، يتضمن ذلك تطوير مجالات التدريب والتأهيل للكوادر الوطنية في السياحة والفندقة، وتبادل الخبرات في مجال التعليم السياحي.
كما يغطي البرنامج التنفيذي مجالات الترويج والتسويق، وتبادل التشريعات والأنظمة المتعلقة بالأنشطة السياحية والفندقية، مما يعزز التكامل بين البلدين في هذا القطاع.
وأضافت أن إحصاءات السياحة تشير إلى أن 181 ألف كويتي زاروا البحرين في النصف الأول من العام الحالي، بزيادة تقارب 10% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مما يعكس نجاح جهود الترويج السياحي وزيادة الاهتمام بالوجهة البحرينية.
مقومات البحرين السياحية: من التراث الثقافي إلى التطوير العصري
الصيرفي تطرقت إلى المقومات السياحية الفريدة التي تتميز بها البحرين، موضحة أن المملكة تجمع بين سحر التاريخ وثقافة البحرين الغنية، حيث تعتبر من الوجهات المثالية للسياح بفضل تراثها العريق ومعالمها الأثرية.
كما شددت على أهمية التنوع في البنية التحتية السياحية، والتي تمكن البحرين من استضافة الفعاليات الكبرى بنجاح، وتعزيز دور القطاع الخاص في تطوير السياحة.
الفعاليات السياحية: جذب السياح من خلال الفعاليات المتنوعة
أكدت الصيرفي أن وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض تنظم مجموعة واسعة من الفعاليات السياحية والترفيهية على مدار العام، والتي تشمل مهرجانات ثقافية وفنية ومعارض تجارية وحفلات موسيقية.
وأضافت أن المملكة تستهدف تقديم تجارب سياحية مبتكرة وعالية الجودة، بالتعاون مع القطاع الخاص، لضمان جذب السياح من جميع أنحاء العالم.
كما أشارت إلى أن مهرجان صيف البحرين للألعاب، الذي نظمته الهيئة في مركز البحرين العالمي للمعارض، حقق نجاحاً كبيراً واستقطب آلاف العائلات، مما يعكس قدرة البحرين على تنظيم فعاليات تجذب الزوار من داخل وخارج المملكة.
السياحة الخليجية: من الطموح إلى الواقع العالمي
الصيرفي أكدت أن السياحة الخليجية شهدت نمواً مستمراً وأصبحت واقعاً يفرض نفسه على الخارطة العالمية. بفضل الاستثمارات في البنية التحتية والتنوع في المنتجات السياحية، أصبحت المنطقة تقدم تجارب عالمية في الترفيه والرياضة والمغامرات، وتعمل دول مجلس التعاون على استقطاب أعداد متزايدة من السياح من جميع أنحاء العالم، مما يعزز من مكانة السياحة الخليجية على المستوى العالمي.
العوائد الاقتصادية للسياحة: دعم التنمية والاقتصاد الوطني
أوضحت الصيرفي أن السياحة تسهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال توفير فرص العمل وزيادة الدخل الوطني.
وأشارت إلى أن نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 7%، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة في دعم المشاريع السياحية وتعزيز النمو الاقتصادي.
مشاريع سياحية حالية: تطوير واجهات البحر والنشاطات المتنوعة
الصيرفي كشفت عن مجموعة من المشاريع السياحية الطموحة التي تعمل عليها البحرين حالياً، بما في ذلك تطوير الواجهات البحرية وتحويلها إلى مناطق نابضة بالحياة، كما سيتم افتتاح فنادق ومنتجعات راقية خلال العام الحالي، مع التخطيط لتدشين مشاريع سياحية أخرى في العام المقبل.
وجهة متميزة للسياحة العائلية: سحر التاريخ ومتعة الترفيه
أكدت الوزيرة أن البحرين تمثل وجهة متميزة للعائلات، بفضل تنوع معالمها السياحية وتقديمها تجارب متميزة من المواقع الأثرية إلى المنتزهات المائية، كما تضمن المملكة فعاليات عائلية على مدار العام، مثل مهرجان صيف البحرين للألعاب، مما يعزز من جاذبيتها كوجهة سياحية عائلية.
تجارب تسوق فريدة وموسم «أعياد البحرين»: أجواء احتفالية متنوعة
الصيرفي أضافت أن البحرين تقدم تجارب تسوق فريدة، من الأسواق التقليدية إلى المجمعات التجارية الفاخرة، وتنظم فعاليات ومهرجانات عائلية، مثل موسم «أعياد البحرين»، الذي يعد فرصة رائعة للعائلات للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
التراث الثقافي: من حضارة دلمون إلى قائمة «اليونسكو»
تحدثت الصيرفي عن تراث البحرين الثقافي الغني، بما في ذلك حضارة دلمون القديمة ومواقعها الأثرية، مثل قلعة البحرين ومسار اللؤلؤ، وأشارت إلى إدراج ثلاث مواقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يعكس قيمة التراث الثقافي والتاريخي للبحرين.
الرحلات الجوية بين البحرين والكويت: خيارات سفر مرنة
الصيرفي أكدت أن شركة «طيران الخليج» تسيّر حالياً 4 رحلات يومياً بين البحرين والكويت، مما يوفر خيارات سفر مرنة وملائمة للمسافرين، وأضافت أن التعاون بين شركات الطيران من البلدين يضمن تجربة سياحية مريحة وسلسة خلال فترات الذروة والمناسبات الوطنية.
في الختام، تواصل البحرين تحت قيادة الصيرفي جهودها لتعزيز السياحة وتطوير المشاريع المشتركة مع الكويت، مما يسهم في تعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية عالمية ويعزز من التعاون والتبادل السياحي بين البلدين.