الضغوط المالية تؤدي إلى تراجع كبير في الإقبال على بوالص تأمين السفر في بريطانيا
في ظل الأزمات الاقتصادية المتزايدة التي تشهدها بريطانيا، كشفت شركة التأمين “أوول كلير” عن ارتفاع كبير في عدد الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مسبقة والذين اختاروا تقليص إنفاقهم على تأمين السفر.
بين عامي 2020 والعام الماضي، ارتفعت نسبة هؤلاء الأشخاص الذين قالوا إنهم سيخفضون من نفقاتهم على تأمين السفر بشكل حاد من 11% إلى 31%.
تأثير أزمة تكلفة المعيشة على خيارات التأمين
تشير الأبحاث إلى أن العديد من المسافرين قد بدأوا في تقليص تغطيتهم التأمينية منذ بداية أزمة تكلفة المعيشة. في الوقت الذي لجأ فيه بعض الأفراد إلى إخفاء معلومات طبية للحصول على تأمين بتكلفة أقل، اختار آخرون أن يكونوا انتقائيين بشأن المعلومات الطبية التي يصرحون بها عند شراء بوالص التأمين، وذلك بحسب ما أفادت به شركة “أوول كلير”.
التأثيرات المالية المحتملة لعدم التأمين
في حالات الرحلات القصيرة، قد يختار بعض المسافرين الذين يعانون من حالات طبية مسبقة عدم شراء تأمين، رغم المخاطر الكبيرة المرتبطة بذلك.
وفقًا لأرقام وزارة الخارجية البريطانية، إذا تعرض المسافر لحادث في الخارج مثل كسر ساقه في إسبانيا دون تأمين، فقد تصل تكلفة العلاج إلى 25 ألف جنيه إسترليني (حوالي 23.10 ألف دولار).
أما في الولايات المتحدة، فقد تتجاوز تكلفة العلاج الطبي في حالة عدوى أو فيروس معدي 150 ألف جنيه إسترليني (حوالي 192.5 ألف دولار)، أو حتى أكثر إذا كان هناك حاجة لمراجعات طبية إضافية.
أرقام وتحليلات جديدة
وجدت شركة “أوول كلير” أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مسبقة والذين قالوا إنهم سيقللون من إنفاقهم على تأمين السفر قد ارتفعت بشكل ملحوظ من 11% إلى 31% خلال السنوات الماضية، مع وجود 10% آخرين قالوا إنهم سيسافرون إلى الخارج دون تأمين لتقليص النفقات.
وقال واحد من كل أربعة أشخاص يعانون من حالات طبية مسبقة إنه لن يكشف عن جميع تفاصيل حالاتهم الطبية عند شراء بوليصة التأمين.
دعوة إلى الشفافية والوعي
في تعليق له، قال غاري نلسون من شركة “أوول كلير” لصحيفة “التايمز”: “اقتصاد التوفير من خلال تقليص تغطية السفر أو عدم الكشف الكامل عن التاريخ الطبي يمكن أن يكون له عواقب مالية كارثية.
تكلفة معالجة الطوارئ الطبية في الخارج يمكن أن تكون أعلى بكثير مما يتوقعه الناس، لذا من الضروري أن يكشف المستهلكون بشكل كامل عن معلوماتهم الطبية لكي نتمكن من تقييم الأخطار بشكل صحيح”.
وأضاف نلسون أن بعض سياسات التأمين تغطي المسافرين فقط للحالات الطبية المتعلقة بالحوادث والطوارئ التي لا تتعلق بالحالات الطبية المسبقة.
لذلك، إذا كنت قد أخذت موعدًا طبيًا، أو زرت طبيبًا، أو تناولت أدوية خلال العامين الماضيين، فقد تحتاج إلى تأمين سفر متخصص لتغطية حالاتك الطبية.
التوصيات الحكومية والمبادرات التوعوية
عملت شركة “أوول كلير” مع عدة شركات تأمين مثل “أفيفا”، و”أيج كو”، و”سيابيتيس يو كي”، بالإضافة إلى مؤسسات خيرية مثل مؤسسة “موبيليتي”.
وفي العام الماضي، أطلقت الحكومة البريطانية حملة توعية تدعو الناس إلى التأكد من أن بوالص تأمين السفر الخاصة بهم كافية، بما في ذلك إعلان جميع الحالات الطبية المسبقة والتأكد من أن البوليصة تغطي جميع الأنشطة المخطط لها وألا تتجاوز مدة الرحلة أي حدود زمنية مذكورة في البوليصة.