-- سلايدر --وجهات سياحية

اليابان تتفوق على الصين في انتعاش السياحة الدولية بعد انتهاء قيود الجائحة

بعد انتهاء جائحة كوفيد-19، بدأت الدول في استعادة حركة السياحة الدولية، لكن الفجوة بين اليابان والصين في هذا المجال تعكس اختلافات ملحوظة في سرعة تعافي القطاع السياحي.

اليابان: الوجهة السياحية الرائدة

اليابان، التي تبوأت مكانة بارزة في قوائم “أفضل الأماكن للسفر”، تشهد انتعاشًا ملحوظًا في قطاع السياحة. ومن المتوقع أن تستقبل البلاد عددًا قياسيًا من الزوار الدوليين في عام 2024. فقد سجلت اليابان زيادة ثابتة في عدد المسافرين الدوليين، حيث بلغ عدد الزوار أكثر من 3 ملايين شهريًا منذ مارس الماضي، وهو رقم يتجاوز بكثير مستويات عام 2019.

يرجع جزء كبير من هذا النجاح إلى استراتيجيات الحكومة اليابانية في دعم وتعزيز السياحة، والتي شملت تحسين تجارب المسافرين وتبسيط إجراءات الوصول. كما ساعد انخفاض قيمة الين على جذب المزيد من الزوار إلى البلاد، مما عزز من مكانة اليابان كوجهة سياحية مفضلة.

الصين: تحديات وصعوبات في استعادة السياحة

في المقابل، تواجه الصين تحديات أكبر في استعادة قطاع السياحة إلى مستوياته السابقة. على الرغم من أن البيانات تشير إلى زيادة بنسبة 130% في عدد الزوار الدوليين من يناير إلى يوليو 2024، فإن الأرقام لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. ففي عام 2019، استقبلت الصين نحو 49.1 مليون مسافر، بينما بلغ عدد الزوار الدوليين حتى يوليو هذا العام حوالي 17.25 مليون فقط.

الرحلات الصيفية شهدت بعض التحسن، مع زيادة ملحوظة في الحجوزات مقارنة بالعام الماضي، لكن العدد الإجمالي لا يزال بعيدًا عن الأرقام السابقة. بالإضافة إلى ذلك، تظل سعة الرحلات الجوية القادمة إلى الصين أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة، حيث تقل بنسبة 77% مقارنة بالولايات المتحدة.

استراتيجيات التحفيز: الصين تتبع سياسة الإعفاء من التأشيرات

تسعى الصين لتحفيز الطلب على السياحة من خلال توسيع سياساتها الخاصة بالإعفاء من التأشيرات، حيث أفادت الإدارة الوطنية للهجرة بأن حوالي 58% من المسافرين القادمين في النصف الأول من عام 2024 استفادوا من هذه التسهيلات. لكن رغم هذه الجهود، تظل التحديات قائمة أمام العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة.

استنتاجات وأفق مستقبلي

تظهر المقارنة بين اليابان والصين في قطاع السياحة بعد الجائحة الفروقات الكبيرة في استراتيجيات الانتعاش والنتائج التي تحققت. بينما تواصل اليابان تحقيق تقدم ملحوظ بفضل سياساتها الداعمة وتعزيزها للوجهات السياحية، تواجه الصين عقبات إضافية في إعادة بناء قطاع السياحة إلى مستوياته السابقة. تبقى جهود تحفيز الطلب والتوسع في سياسات التأشيرات خطوات هامة نحو تحقيق تعافٍ كامل في هذا القطاع الحيوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى