البحرين تعزز دورها كوجهة سياحية متنوعة بين دول الخليج: استراتيجيات جديدة لجذب الاستثمارات وتطوير القطاع
أكدت سارة أحمد بوحجي، الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء البحرين (بنا)، أن دول الخليج تشكل وجهة سياحية فريدة ومتكاملة، تلبي احتياجات الزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما سلطت الضوء على الجهود المشتركة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية لتعزيز السياحة البينية، مع التركيز على تطوير القطاع السياحي بما يتماشى مع الاستراتيجية السياحية لمملكة البحرين 2022-2026.
التعاون السياحي بين البحرين والسعودية: حملة “منورة بشوفتكم” كنموذج للتكامل
تزامنًا مع احتفالات مملكة البحرين باليوم الوطني السعودي، أطلقت هيئة البحرين للسياحة والمعارض حملة “منورة بشوفتكم”، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات السياحية بين المملكتين الشقيقتين.
وأوضحت بوحجي أن الحملة تتضمن فعاليات متنوعة تستمر طوال شهر سبتمبر، وتقدم باقات سياحية ترويجية للسياح السعوديين تشمل عروض الإقامة والتنقلات، مع التركيز على إظهار ترحيب البحرين الدائم بزوارها من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية.
وأشارت بوحجي إلى أن هذه الحملة تؤكد عمق الروابط التاريخية والمودة المتجذرة بين البلدين، حيث تتجاوز العلاقات بين البحرين والسعودية البعد الدبلوماسي، لتصل إلى مستوى من التعاون الشامل في مختلف القطاعات، وخاصة في المجال السياحي.
وقد أطلقت الحملة سلسلة من الفعاليات في مختلف المواقع السياحية في البحرين، مثل باب البحرين ومدينة التنين ومجمع الليوان، تهدف إلى تقديم تجربة سياحية متميزة وممتعة للزوار.
السياحة في الخليج: وجهة متنوعة بتجربة استثنائية
تسعى البحرين من خلال تعاونها مع الدول الخليجية الأخرى إلى الترويج لدول مجلس التعاون الخليجي كوجهة سياحية موحدة، مع إبراز التنوع الذي تتمتع به كل دولة من حيث المعالم والأنشطة السياحية.
وذكرت بوحجي أن الخليجيين قادرون على تقديم تجربة سياحية شاملة تتيح للزوار استكشاف الثقافات والتاريخ الفريد، والتمتع بالبنية التحتية المتطورة وكرم الضيافة الذي تشتهر به المنطقة.
وأكدت أن هذه الجهود تأتي في إطار تطوير السياحة البينية بين دول الخليج، حيث يعمل البلدان على تكثيف التعاون من خلال اللجنة المشتركة لتعزيز الأنشطة السياحية وتنظيم الفعاليات المشتركة.
هذا التعاون سيسهم في استقطاب المزيد من السياح الإقليميين والدوليين، ويعزز مكانة دول الخليج كوجهة سياحية عالمية.
البنية التحتية والمشاريع السياحية: عوامل الجذب السياحي في البحرين
تطرقت بوحجي إلى أن البحرين قد نجحت في تجاوز الأهداف الموضوعة ضمن استراتيجيتها السياحية 2022-2026، بفضل المشاريع السياحية النوعية والبنية التحتية المتطورة.
ومن أبرز المشاريع التي سيتم افتتاحها قريبًا الواجهة البحرية لساحل قلالي وفندق ومنتجع مانتيس في جزر حوار، حيث تسعى هذه المشاريع إلى تعزيز البنية التحتية للقطاع السياحي وجذب استثمارات نوعية تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر المزيد من فرص العمل للمواطنين.
كما كشفت بوحجي عن نمو ملحوظ في القطاعات الاقتصادية غير النفطية، خاصة في أنشطة خدمات الإقامة والطعام التي شهدت نموًا بنسبة 10.7% خلال الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
هذا النمو يعكس نتائج المسح السياحي الذي أجرته هيئة البحرين للسياحة بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، والذي يؤكد أهمية القطاع السياحي في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.
السياحة كمحرك اقتصادي: تعزيز الاستثمارات وتنويع المنتجات السياحية
أكدت بوحجي على أهمية القطاع السياحي في تعزيز الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن البحرين تعمل على تطوير المزيد من الباقات السياحية الموجهة لعدة أسواق دولية مستهدفة، بالتعاون مع الشركاء في القطاع الخاص وشركات الطيران.
كما أوضحت أن القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية السياحية من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتطوير المنتجات السياحية المتنوعة.
وأشارت إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص يسهم في ترسيخ مكانة البحرين كوجهة سياحية رائدة في المنطقة، كما يوفر فرص عمل للمواطنين في مجالات السياحة والضيافة والخدمات المرتبطة بها.
واستعرضت بوحجي الجهود المبذولة من قبل هيئة البحرين للسياحة والمعارض لتسهيل الاستثمارات في القطاع السياحي وتقديم التسهيلات اللازمة لجذب استثمارات جديدة.
ختامًا: البحرين في طريقها لتصبح وجهة سياحية عالمية
أوضحت بوحجي أن البحرين، من خلال استراتيجيتها السياحية الطموحة، تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من النجاحات في القطاع السياحي، وتعزز دورها كوجهة سياحية مفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
ومع استمرار الجهود المشتركة مع دول الخليج، تسعى البحرين إلى تقديم تجربة سياحية غنية ومتنوعة تلبي توقعات الزوار، وتدعم الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.