مرض غامض يصيب 180 سائحًا على متن سفينة سياحية تابعة لشركة “رويال كاريبيان”
في حادثة غير مسبوقة، شهدت سفينة سياحية تابعة لشركة “رويال كاريبيان” تفشيًا مفاجئًا لمرض غامض أصاب 180 سائحًا و3 من أفراد الطاقم بأعراض شديدة في الجهاز الهضمي.
الواقعة التي حدثت خلال رحلة بحرية فاخرة أثارت قلقًا واسعًا بين الركاب وأفراد الطاقم، ودفعت السلطات الصحية إلى اتخاذ تدابير عاجلة للتعامل مع الموقف.
تفاصيل الإصابة وأعراض المرض
وفقًا لما ذكره مسؤولو الصحة، فإن المرضى أصيبوا بتشنجات حادة في البطن وإسهال شديد، وهي الأعراض التي ظهرت على مدار الساعات الأولى من الرحلة البحرية.
وبينما كان الركاب يستمتعون بالأنشطة الترفيهية على متن السفينة، بدأ المرض في الانتشار بشكل سريع، مما أثار حالة من الذعر والخوف بين الموجودين.
أفاد ركاب السفينة بأن الأعراض ظهرت فجأة على العديد منهم دون سابق إنذار، حيث بدأت بتقلصات شديدة في البطن ثم تحولت إلى نوبات إسهال متكرر. ومع تزايد الحالات المصابة، اضطرت إدارة السفينة إلى اتخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار المرض.
إجراءات الطوارئ على متن السفينة
إدارة السفينة السياحية قامت بسرعة باتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة الركاب المتبقين. وتم عزل المرضى في غرف مخصصة وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم من قبل الطاقم الطبي المتوفر على متن السفينة، كما تم توزيع أقنعة واقية ومناديل معقمة على جميع الركاب وأفراد الطاقم للحد من انتقال العدوى.
وصرح متحدث باسم شركة “رويال كاريبيان” أن إدارة السفينة تتعامل مع الحادثة بمنتهى الجدية، وأن الأولوية القصوى هي صحة وسلامة الركاب.
وأوضح أن الشركة قدمت كل الموارد الطبية المتاحة على متن السفينة لتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، مع مراقبة تطورات الحالات باستمرار.
التحقيقات الأولية حول سبب المرض
حتى الآن، لم يتم الكشف عن السبب الرئيسي وراء تفشي هذا المرض الغامض. ومع ذلك، بدأت السلطات الصحية تحقيقات عاجلة لتحديد مصدر العدوى، وتم أخذ عينات من الطعام والماء المستخدمين على متن السفينة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات شاملة للركاب المصابين.
وقد رجح بعض الخبراء أن يكون المرض ناجمًا عن تلوث غذائي أو بكتيريا قد انتشرت عبر نظام التهوية أو المياه. ولفتت إدارة الشركة إلى أنها تتعاون بشكل كامل مع الجهات الصحية المختصة لضمان إجراء تحقيق شامل ودقيق في أسرع وقت ممكن.
تداعيات الحادثة على الرحلة السياحية
بسبب تفشي المرض، قررت إدارة السفينة تأجيل العديد من الأنشطة السياحية المخطط لها، بما في ذلك زيارات بعض الموانئ والمدن الساحلية، وقد تأثرت الرحلة البحرية بشكل عام بعد تفشي المرض، حيث تركزت الجهود على تقديم الرعاية الطبية ومتابعة حالات المرضى.
وبالرغم من محاولة طاقم السفينة السيطرة على الوضع، إلا أن العديد من الركاب أبدوا استياءهم من التأخير والإجراءات المتخذة، مشيرين إلى أن هذه الحادثة قد أثرت بشكل كبير على تجربتهم السياحية.
وقال أحد الركاب: “كنا نتوقع رحلة مريحة ومليئة بالأنشطة الممتعة، لكن الأمور تغيرت بسرعة بعد انتشار المرض. الآن، نحن قلقون على صحتنا ونأمل أن تنتهي هذه المحنة قريبًا.”
رد فعل شركة “رويال كاريبيان” على الحادثة
أصدرت شركة “رويال كاريبيان” بيانًا أعربت فيه عن أسفها الشديد للحادثة، وأكدت التزامها باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الركاب واحتواء المرض.
وأشارت الشركة إلى أنها تعمل بالتنسيق مع السلطات الصحية لضمان تعقيم السفينة والتأكد من عدم وجود أي مخاطر صحية أخرى قد تؤثر على الركاب في المستقبل.
كما أوضحت الشركة أن هذه الحادثة لا تعكس المعايير الصارمة التي تعتمدها لضمان سلامة ونظافة بيئة السفن التابعة لها.
وأضاف البيان: “نحن نلتزم بتقديم أفضل تجربة سياحية لركابنا، وسنواصل التحقيق في سبب هذا المرض واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.”
مطالبات الركاب بالتعويض والتحقيقات المستمرة
مع استمرار تفشي المرض وتأجيل الأنشطة السياحية، بدأ عدد من الركاب في المطالبة بتعويضات من الشركة عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة هذه الحادثة.
وأشار بعض الركاب إلى أن الشركة يجب أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن صحة الركاب والتأكد من عدم تعرضهم لأي مخاطر صحية أثناء الرحلات البحرية.
من جهة أخرى، أكدت السلطات الصحية أنها ستواصل التحقيقات لتحديد مصدر المرض وضمان عدم انتشاره بعد انتهاء الرحلة. وفي الوقت نفسه، تم التنسيق مع موانئ الوصول لاتخاذ تدابير إضافية لفحص الركاب وضمان عدم انتقال المرض إلى خارج السفينة.