نجاح باهر لمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 بحضور قياسي يفوق 640 ألف زائر
اختتم معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 فعالياته بنجاح كبير، حيث استقطب المعرض، الذي استمر لمدة 10 أيام في مقر نادي الصقور السعودي بمنطقة مَلهم (شمال مدينة الرياض)، حضوراً قياسياً تجاوز 640 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها.
نظم المعرض نادي الصقور السعودي تحت شعار “عالم يشبهك”، وجذب مشاركة واسعة لأكثر من 400 عارض من 45 دولة حول العالم، مما جعله أحد أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية في المنطقة.
دعم القيادة وتطوير قطاع الصقارة
أكد الرئيس التنفيذي لنادي الصقور السعودي، طلال بن عبدالعزيز الشميسي، على أن النجاح الذي حققه المعرض هو نتيجة للدعم المستمر من القيادة الرشيدة في المملكة، حيث تلعب القيادة دوراً محورياً في الحفاظ على تراث المملكة في مجال الصقارة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وشدد الشميسي على أن هذا الدعم يُعد حجر الزاوية في تطوير قطاع الصقارة، وضمان استدامته للأجيال المقبلة، إضافة إلى تعزيز التراث الثقافي والهوية الوطنية للمملكة.
منصة عالمية للصقارة والهوية الثقافية
يهدف معرض الصقور والصيد السعودي الدولي إلى أن يكون منصة عالمية ومحلية لهواة الصقارة ومحبي الصيد والتراث، وهو ما ينعكس في تنوع المشاركين وحجم الفعاليات التي أقيمت على مدار أيام المعرض.
وأوضح الشميسي أن المعرض يسعى للتعريف بتراث المملكة وتاريخها العريق في الصقارة، وتعزيز الهوية الثقافية والحضارية للمملكة على المستويين المحلي والعالمي، مع التركيز على أهمية استدامة هذا الموروث.
إقبال واسع ونمو اقتصادي
شهد المعرض هذا العام توسعاً كبيراً من حيث المساحة وعدد المشاركين، حيث زادت مساحة المعرض لتصل إلى 160 ألف متر مربع، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف مساحته في الأعوام السابقة.
كما ازدادت عدد الشركات العارضة التي قدمت أحدث المنتجات والتقنيات في مجال الصقور والصيد. هذه الإضافات جعلت المعرض يستقطب مئات الآلاف من الزوار، مما أسهم في تحقيق زيادة كبيرة في المبيعات، خصوصاً في الأجنحة المخصصة للصقور وأدواتها، بالإضافة إلى السيارات والهوايات المرتبطة بالصيد والرحلات البرية.
فعاليات متنوعة وأنشطة ترفيهية
لم يقتصر نجاح المعرض على عدد الزوار والمشاركات الدولية فقط، بل شمل أيضاً تنوع الفعاليات والأنشطة المقدمة للزوار من جميع الأعمار.
تم تنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية التي جذبت الكبار والصغار على حد سواء. ومن بين الفعاليات البارزة كانت عروض الطائرات اللاسلكية، والفروسية، والدرون، والعروض العسكرية.
كما تم تنظيم أكثر من 20 جلسة حوارية وورشة عمل متخصصة في مجال الصقارة، إضافة إلى أجنحة مخصصة لبيع الصقور ومستلزماتها، ومنطقة لبيع الأسلحة، وأجنحة للصيد ومعدات التخييم والرحلات البرية، والدراجات النارية ومركبات الدفع الرباعي.
اتفاقيات إستراتيجية لتعزيز الموروث الثقافي
شهد المعرض توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية مع عدد من الجهات الحكومية الوطنية، بهدف تعزيز الموروث الثقافي للصقارة والمحافظة على الإرث البيئي والبيولوجي للصقور، ومن بين هذه الجهات: برنامج جودة الحياة، المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والاتحاد السعودي للهجن.
تهدف هذه الاتفاقيات إلى دعم البحث العلمي في مجال الصقارة، وتنظيم البرامج التدريبية والتأهيلية، بالإضافة إلى تعزيز التوعية البيئية.
مواصلة الأنشطة خلال الموسم
من المقرر أن تتواصل فعاليات نادي الصقور السعودي للموسم 2024-2025 من خلال عدة مناسبات وفعاليات، منها مزاد نادي الصقور السعودي المخصص لصقور الطرح المحلي، والذي سيستمر حتى 15 نوفمبر المقبل.
كما تجري الاستعدادات لإقامة كأس نادي الصقور 2024 للمرة الأولى في محافظة حفر الباطن، إضافة إلى مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، وكأس العلا للصقور.
كل هذه الفعاليات تأتي في إطار تعزيز مكانة المملكة كواحدة من أبرز الوجهات لعشاق الصقارة والصيد حول العالم، ودعم قطاع السياحة والتراث الوطني.
ختاماً، يعد معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 شاهداً على الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لتراثها الثقافي، ويؤكد على دورها الرائد في الحفاظ على هذا الموروث، مع توسيع دائرة الاهتمام على الصعيدين المحلي والدولي.