وجهات بولندا السياحية تحتضن السياح الخليجيين.. كراكوف وزاكوباني في الصدارة
شهدت بولندا مؤخراً اهتماماً ملحوظاً من السياح القادمين من منطقة الخليج، حيث أصبحت المدن البولندية، ولا سيما كراكوف وزاكوباني، وجهات رئيسية للعائلات الخليجية، وذلك بفضل المواقع السياحية الخلابة والتجارب الفريدة التي تجمع بين الترفيه والتعليم.
ويؤكد خبراء السياحة على أن هذه المدن تساهم في تقديم تجربة متكاملة تتماشى مع تطلعات السياح العرب، حيث توفّر الأنشطة المناسبة للعائلات من مختلف الأعمار، وتستقطب آلاف الزوار كل صيف.
أوضحت ماغدالينا أوسيتش، مديرة هيئة السياحة في مقاطعة مالوبولسكا، أن بولندا باتت مقصدًا مفضلًا للسياح الخليجيين، مؤكدة أن الرحلات الجوية المباشرة بين الإمارات وكراكوف جعلت الوصول إلى المدينة أسهل وأكثر راحة للعائلات.
وأضافت: “السفر العائلي مع الأطفال قد يكون تحدياً، إلا أن كراكوف وزاكوباني توفّران بيئة تناسب العائلات، حيث يمكن للأطفال الاستمتاع بالمدن الترفيهية، فيما يحصل الأهالي على فرصة لاكتشاف مناطق طبيعية وثقافية متنوعة.”
كراكوف
تعتبر مدينة كراكوف وجهة أساسية للعائلات، إذ تمزج بين التاريخ والترفيه. وتمثل المدينة مركزاً ثقافياً وتاريخياً غنياً، حيث يمكن للزوار استكشاف المواقع الأثرية مثل قلعة فافل التي تعود للقرون الوسطى، وهي من أهم المواقع التاريخية في بولندا.
أما بالنسبة للتجارب الترفيهية، تقدم ملاهي “إنرجي لانديا” القريبة من كراكوف يوماً مليئاً بالمرح لجميع أفراد العائلة، إذ تتضمن أكثر من 75 لعبة مثيرة، وحديقة مائية، ومسارح فنية وعروض يومية تلبي احتياجات الزوار.
وأضافت أوسيتش قائلة: “تجربة زيارة مصنع الشوكولاتة في كراكوف تُعد من التجارب المميزة للأطفال، حيث يمكنهم تعلم خطوات صناعة الشوكولاتة بأنفسهم.
هذه التجربة لا تضفي فقط متعة على الزيارة، بل تعزز لدى الأطفال حب التعلم والتفاعل مع عملية الإنتاج، مما يجعلها لحظة لا تُنسى في رحلتهم.”
زاكوباني
مدينة زاكوباني الواقعة في جنوب بولندا تقدم تجربة ساحرة للعائلات، فهي محاطة بالجبال والمناظر الطبيعية الخلابة، وتعتبر المكان الأمثل لمحبي الطبيعة والمغامرة.
من أبرز النشاطات في زاكوباني ركوب التلفريك المغلق الذي يأخذ العائلات إلى قمة جبل كاسبروي، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمناظر البانورامية لجبال تاترا والوديان المحيطة.
كما توفر زاكوباني تجربة فريدة في مركز الترفيه “بود جوبالوفكا” الذي يضم مجموعة متنوعة من الأنشطة، تشمل الألعاب والمطاعم والمتاجر.
وتستمر التجارب الممتعة للأطفال والعائلات بركوب الزحليقة الممتعة عند قمة جبل غوبالوفكا، حيث يمكن للزوار استكشاف الغابات المحيطة عبر رحلة القطار الزجاجي قبل أن يختتموا يومهم بتناول الأطعمة المحلية في المطاعم والمقاهي المنتشرة على القمة.
كهوف كوخليتسكي
ولمن يبحث عن المغامرات المميزة، توفر زاكوباني تجربة استكشاف كهوف كوخليتسكي، وهي كهوف جليدية تشتهر بتشكيلاتها الصخرية الفريدة.
يمكن للعائلات الاستمتاع بجولة في هذه الكهوف واكتشاف سحرها الطبيعي، بالإضافة إلى رحلة بحرية في بحيرة مورسكي أوكو، المحاطة بالجبال، والتي تتيح فرصة لمشاهدة الحياة البرية عن قرب مثل الغزلان والدببة.
وفي هذا السياق، تؤكد أوسيتش: “أحد أكثر الأنشطة جذباً في زاكوباني هو البيت المقلوب، حيث يستمتع الأطفال والكبار باستكشاف تصميمه الفريد الذي يُبرز تأثيرات الجاذبية المختلفة، ويوفر لحظات مليئة بالضحك والمفاجآت.”
إقامة وتجارب متنوعة تناسب جميع الميزانيات
تقدم كراكوف وزاكوباني مجموعة واسعة من خيارات الإقامة، حيث تتوفر باقات سياحية تناسب مختلف الميزانيات. وتتنوع هذه الباقات بين الفنادق الفاخرة والشقق السياحية، إضافة إلى العروض الخاصة للعائلات الخليجية التي توفر إقامة شاملة وتجارب تتوافق مع احتياجاتهم.
كما يتواجد في كلا المدينتين مجموعة كبيرة من المطاعم التي تقدم المأكولات التقليدية والعالمية، إلى جانب المقاهي التي تُعتبر محطات مثالية للاستمتاع بوجبة عائلية مريحة.
واختتمت أوسيتش بقولها: “نسعى لجعل إقامة السياح الخليجيين تجربة استثنائية تجمع بين الراحة والمتعة، ونعد بأن تكون زيارتهم إلى بولندا لحظة محفورة في ذاكرتهم ومصدر إلهام لهم للعودة في رحلات قادمة.”
استقطاب السياح الخليجيين نحو وجهات جديدة
تعكس الجهود المبذولة من قبل بولندا لتطوير قطاعها السياحي، وحرصها على استقطاب المزيد من الزوار الخليجيين، فهم يشكلون نسبة متزايدة من زوارها، وذلك بفضل التجارب التي تلبي احتياجات العائلات والأطفال.
ويبدو أن كراكوف وزاكوباني هما الخيار المثالي لقضاء إجازة عائلية حافلة بالنشاطات الترفيهية والمناظر الطبيعية الخلابة، لتبقى ذكريات هذه الرحلة خالدة في أذهان الجميع، كباراً وصغاراً.