-- سلايدر --الأخبار

دراسة علمية تكشف المادة الكيميائية المسببة للسكري في الحلويات فائقة المعالجة

في كشف علمي جديد، أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة “هارفارد” الأمريكية أن مادة كيميائية تُستخدم بشكل واسع في تصنيع الحلويات فائقة المعالجة، مثل الآيس كريم، والميلك شيك، والنوتيلا، والبودينغ، تساهم بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

مادة “الكاراجينان” تحت المجهر

الدراسة، التي نُشرت في دورية “BMC Medicine” الطبية، أوضحت أن المصانع تعتمد على مادة الكاراجينان، المعروفة علميًا باسم (E 407)، كمستحلب وعامل تكثيف لإضفاء قوام هلامي على المنتجات.

هذه المادة، على الرغم من فائدتها في تحسين القوام وإطالة العمر الافتراضي للمنتجات، تُظهر آثارًا سلبية خطيرة على الصحة، حيث تُزعزع استقرار مستويات السكر في الدم وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

تجربة علمية تؤكد التأثيرات الضارة

شملت الدراسة تجربة خضعت لها مجموعة من 20 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 27 و31 عامًا، تم تزويدهم بجرعات يومية من مادة الكاراجينان بمقدار 250 ملغ لمدة أسبوعين.

خضع المشاركون بعدها لفحوصات دقيقة باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل المؤشرات الحيوية المتعلقة بحساسية الإنسولين.

وأظهرت النتائج تغيرات ملحوظة في مستويات حساسية الإنسولين لدى المشاركين، مع ظهور علامات التهابات في منطقة تحت المهاد بالدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم التمثيل الغذائي للسكر.

بالإضافة إلى ذلك، رصد الباحثون زيادة ملحوظة في نفاذية الأمعاء الدقيقة، وهي حالة مرتبطة بمشكلات في امتصاص العناصر الغذائية وزيادة الالتهابات الجهازية.

انعكاسات صحية ومخاطر طويلة الأمد

تؤكد هذه النتائج أن الاعتماد المفرط على الكاراجينان في الأغذية المعالجة قد يكون عاملاً رئيسيًا في انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، لا سيما مع تزايد استهلاك هذه المنتجات عالميًا.

كما يشير البحث إلى أن التأثيرات السلبية لهذه المادة لا تقتصر على التمثيل الغذائي للسكر، بل تمتد لتشمل التأثير على صحة الأمعاء وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.

دعوة لمراجعة السياسات الغذائية

في ضوء هذه النتائج، دعت الدراسة إلى ضرورة مراجعة استخدام الكاراجينان في صناعة الأغذية، وإعادة تقييم السياسات الغذائية التي تسمح بإضافة هذه المواد إلى المنتجات اليومية، كما أوصى الباحثون المستهلكين بالحد من استهلاك الحلويات فائقة المعالجة واختيار البدائل الطبيعية قدر الإمكان.

مستقبل البحث العلمي

تُسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة لمزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات الطويلة الأمد لمادة الكاراجينان على الصحة العامة، ومع تزايد الوعي بأضرار الأغذية المعالجة، تبقى الأولوية لتوفير بدائل أكثر أمانًا للمستهلكين، والتأكد من أن القرارات الغذائية تستند إلى أدلة علمية قوية تحمي صحة الأفراد على المدى البعيد.

بهذا الكشف، تُعزز الدراسة الجهود العالمية للحد من انتشار الأمراض المزمنة وتوجيه الأفراد نحو خيارات غذائية أكثر صحة وسلامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى