مترو الرياض.. حلم يتحقق وأعمال فنية تزين محطاته

شهدت العاصمة السعودية الرياض حدثًا تاريخيًا مع انطلاق أولى رحلات مترو الرياض الكهربائي، حيث تم تدشين المشروع رسميًا من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الأول من ديسمبر 2024، ليبدأ تشغيل ثلاثة مسارات من شبكة المترو التي تضم في مجملها ستة خطوط رئيسية و85 محطة توقف.

يعتبر هذا المشروع، الذي يُعد من أكبر مشاريع النقل العام في العالم، نقلة نوعية في قطاع النقل في المملكة، ويعكس التزام المملكة بتطوير البنية التحتية للمدينة وتقديم حلول مبتكرة لاحتياجات النقل.

احتفال الرياض بإنجاز مترو الرياض

بعد سنوات من التحضير والتخطيط، جاء تدشين مترو الرياض ليحقق حلم أهالي المدينة في الحصول على وسيلة نقل حديثة ومتطورة تسهم في تسهيل التنقل داخل العاصمة.

وقد حظي هذا الحدث باحتفاء واسع من قبل سكان الرياض الذين توجهوا إلى محطات المترو في اليوم الأول من التشغيل للتعرف على التجربة الجديدة.

كانت محطة مركز الملك عبد الله المالي (كافد) واحدة من أكثر المحطات ازدحامًا، حيث امتلأت بالحشود من الزوار الراغبين في استكشاف مترو الرياض وتجربة التنقل عبره لأول مرة.

وقد أظهرت الفرق التنظيمية في المحطة قدرة كبيرة على التعامل مع هذا العدد الكبير من الزوار، حيث تم توجيه الركاب عبر المداخل الإلكترونية، وتم توفير البطائق الخاصة بالتنقل بكل يسر وسلاسة.

الفن في خدمة النقل العام

لم يكن تدشين المترو مجرد حدث تقني، بل ترافق مع مبادرة فنية مميزة من برنامج “الرياض آرت” الذي يهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة نابضة بالحياة من خلال دمج الفن في الأماكن العامة، حيث تم عرض عدد من الأعمال الفنية العالمية في محطات المترو لخلق بيئة جمالية تجذب أنظار المسافرين وتضفي لمسة فنية على تجربة التنقل. ف

ي محطة مركز الملك عبد الله المالي (كافد)، تم عرض تركيبين فنيين عالميين، الأول هو عمل “الحب” للفنان الراحل روبرت إنديانا، والذي يُعد من أبرز الرموز الفنية العالمية، بينما جاء العمل الثاني “جاني واني” للفنان الراحل ألكسندر كالدر الذي اشتهر بإدخال الحركة في المنحوتات.

في محطة قصر الحكم، تم عرض عمل “لما اكتمل القمر” للفنان السعودي زمان جاسم، الذي يتميز بأعماله التي تجمع بين الوسائط المتعددة، إضافة إلى عمل “الشمس” للفنان أوغو روندينوني، الذي يتكون من فروع مصبوبة من البرونز ومطلية بالذهب، والتي تمثل الشمس وتتناول مفهوم الزمن والطبيعة الدورية له.

مشروع الرياض آرت: تحول ثقافي إبداعي

أكد المهندس خالد الهزاني، المدير التنفيذي لبرنامج الرياض آرت، أن هذه الأعمال الفنية هي جزء من مشروع أكبر يتم تنفيذه في جميع محطات المترو، حيث سيتم عرض أكثر من 80 عملًا فنيًا في المحطات المختلفة على مدار العام القادم.

وأضاف الهزاني أن المشروع يهدف إلى تحويل محطات المترو إلى أماكن حية مليئة بالإبداع، من خلال عرض أعمال لفنانين عالميين ومحليين، مما يثري تجربة المستخدمين ويوفر لهم فرصة للتمتع بالفن أثناء تنقلاتهم اليومية.

وفي سياق متصل، تحدث الأمير المهندس محمد بن ثنيان آل سعود، مدير مشروع “جواهر الرياض” التابع لبرنامج الرياض آرت، عن التنوع الكبير في الأعمال الفنية التي تم اختيارها بعناية لتكون جزءًا من المشروع.

وأوضح أن الهدف من هذا التنوع هو إيصال رسالة ثقافية تحمل في طياتها الفكرة العالمية والمحلية معًا، بالإضافة إلى إعطاء زوار المحطات تجربة ثقافية غنية تعكس هوية الرياض المتجددة.

مترو الرياض: تجربة تنقل فريدة

علاوة على التجربة الفنية، يقدم مترو الرياض نفسه كوسيلة نقل مبتكرة تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة، وقد قام برنامج الرياض آرت باستضافة عدد من ممثلي الإعلام المحلي في حدث خاص للاحتفاء بإطلاق الرحلات، حيث تم تنظيم جولة شاملة عبر المسار الأصفر للمترو الذي يمتد من محطة مركز الملك عبد الله المالي كافد إلى مطار الملك خالد الدولي، والعكس.

وقد تمتعت المجموعة المشاركة في الحدث بتجربة رائعة، حيث أتيحت لهم الفرصة للاستمتاع بمشاهدة شوارع الرياض الحديثة من نوافذ القطار، والتعرف عن كثب على أحد أكبر مشاريع النقل العام في العالم.

الهيئة الملكية لمدينة الرياض: مواعيد تشغيل المسارات

كانت الهيئة الملكية لمدينة الرياض قد أعلنت عن مواعيد تشغيل مسارات مترو الرياض، حيث بدأ تشغيل المسار الأول “الأزرق” والمسار الرابع “الأصفر” والمسار السادس “البنفسجي” في الأول من ديسمبر 2024، على أن يبدأ تشغيل المسار الثاني “الأحمر” والمسار الخامس “الأخضر” في 15 ديسمبر 2024، بينما سيتم تشغيل المسار الثالث “البرتقالي” في 5 يناير 2025.

يُذكر أن المترو يمكن استخدامه بسهولة من خلال تطبيق “درب” الذي يتيح للركاب تحديد الوجهات وشراء التذاكر.

الرياض آرت: تحقيق رؤية 2030

يُعتبر برنامج “الرياض آرت” جزءًا من رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في الرياض، وتحويل المدينة إلى مركز عالمي للفنون والثقافة.

ويعمل البرنامج على دمج الفن في الأماكن العامة، بما في ذلك محطات المترو، الحدائق، الساحات العامة، والمواقع السياحية، لتصبح الرياض لوحة إبداعية حية.