ميتا تكشف عن “ميتا موتيفو” لتعزيز التجربة الحركية في الميتافيرس
في خطوة جديدة نحو تعزيز التجربة الرقمية في الميتافيرس، أعلنت شركة ميتا عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد يحمل اسم “ميتا موتيفو”.
يهدف هذا النموذج إلى تحسين تحركات الشخصيات الرقمية داخل البيئات الافتراضية، من خلال تقديم أداء حركي أكثر واقعية، يشبه إلى حد بعيد الحركات البشرية الطبيعية.
يأتي هذا التطور في إطار جهود ميتا المستمرة لدفع حدود تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، في وقت تتزايد فيه استثماراتها بشكل ملحوظ في مجالات الميتافيرس.
ووفقًا للشركة، سيقوم “ميتا موتيفو” بتعزيز قدرة الصور الرمزية الرقمية على محاكاة الحركة البشرية بشكل دقيق، مما يعالج بعض التحديات التقليدية التي واجهت المستخدمين في الماضي، مثل المشاكل المتعلقة بالتحكم في الجسم أو الحركات غير الطبيعية للوكيل الرقمي.
هذه التقنية ستكون أساسية في تحسين تجربة الميتافيرس، حيث ستتيح للمستخدمين أداء الحركات والتفاعلات في البيئات الافتراضية بطريقة أكثر سلاسة وطبيعية، مما يعزز من تفاعلهم مع العالم الرقمي ويجعل التجربة أكثر غامرة.
يتماشى هذا الإعلان مع استثمارات ميتا الضخمة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والميتافيرس، فقد ذكرت الشركة أنها خصصت عشرات المليارات من الدولارات لهذه المجالات، ما يعكس التزامها الكبير بتطوير هذه التقنيات.
وتُظهر التوقعات المالية أن النفقات الرأسمالية للشركة في عام 2024 قد تصل إلى مستويات قياسية، تتراوح بين 37 مليار دولار و40 مليار دولار، وهي أرقام تسلط الضوء على الطموح الكبير لمستقبل الشركة في عالم التكنولوجيا الرقمية.
“ميتا موتيفو” ليس هو النموذج الذكي الوحيد الذي تطوره ميتا، إذ تقوم الشركة بإطلاق مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تعزيز خدماتها وتوسيع نطاق قدراتها الرقمية.
من بين هذه الأدوات، أصدرت ميتا مؤخرًا أداة “فيديو سيل”، وهي تقنية مبتكرة تضيف علامة مائية مخفية إلى مقاطع الفيديو، بحيث تكون غير مرئية للعين المجردة، ولكن يمكن تتبعها، هذه التقنية تهدف إلى حماية حقوق الملكية الفكرية ومكافحة الانتهاكات المتعلقة بمقاطع الفيديو على الإنترنت، ما يساهم في تعزيز الشفافية والمصداقية في استخدام المحتوى الرقمي.
تسعى ميتا أيضًا إلى تعزيز إمكانيات التطوير في هذه المجالات من خلال توفير أدوات الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر للمطورين.
وترى الشركة أن الانفتاح على المصادر المفتوحة يمكن أن يعود بالنفع الكبير عليها، حيث يتيح للمطورين تحسين أدواتها الحالية وإنشاء حلول مبتكرة قد تُستخدم في تطوير تطبيقات جديدة في الميتافيرس، فضلاً عن دعم جهود الشركة في تقديم تجارب أفضل للمستخدمين في المستقبل.
هذه المبادرات تمثل جزءًا من رؤية ميتا الاستراتيجية لتهيئة المستقبل الرقمي، حيث تسعى إلى أن تصبح رائدة في مجالات الميتافيرس، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز.
ويبدو أن الشركة عازمة على تقديم حلول مبتكرة ستغير طريقة تفاعل البشر مع العالم الرقمي، بما يعزز قدرتهم على الاندماج في بيئات افتراضية بطريقة أكثر طبيعية وتفاعلية.
من خلال هذه الابتكارات، تأمل ميتا في دفع حدود التكنولوجيا الرقمية إلى آفاق جديدة، مما يسهم في تعزيز التجارب الافتراضية التي تقدمها للمستخدمين.
وفي وقت يشهد فيه سوق الميتافيرس تنافسًا متزايدًا بين الشركات الكبرى، تواصل ميتا الاستثمار في هذه التقنيات بشكل متسارع لتبقى في طليعة هذا التحول الرقمي الذي من المتوقع أن يغير عالمنا في المستقبل القريب.