ألبانيا تحظر “تيك توك” بعد مقتل قاصر وسط مخاوف من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
في خطوة غير مسبوقة، قررت الحكومة الألبانية حظر تطبيق تيك توك لمقاطع الفيديو القصيرة لمدة عام، بعد مقتل قاصر يبلغ من العمر 14 عامًا في نوفمبر الماضي.
الحظر الذي سيبدأ في أوائل العام المقبل، يأتي في إطار خطة حكومية شاملة تهدف إلى جعل المدارس أكثر أمانًا وتقليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين.
رئيس الوزراء الألباني يلوم “تيك توك” على تأجيج العنف بين الشباب
وفي تصريح له بعد اجتماع مع مجموعات للآباء والمعلمين من جميع أنحاء البلاد، ألقى رئيس الوزراء الألباني إيدي راما اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، في زيادة حالات العنف بين الشباب، سواء داخل أو خارج المدارس.
وقال راما: “المشكلة ليست في أطفالنا، بل في مجتمعنا بأسره، وفي تأثير منصات مثل تيك توك التي تستحوذ على انتباه أطفالنا بشكل مفرط.”
الحادث الذي أثار الحظر: مقتل قاصر بعد خلافات عبر “تيك توك”
يعود سبب القرار إلى حادث مأساوي وقع في نوفمبر 2024، عندما طعن طالب زميله البالغ من العمر 14 عامًا حتى الموت بعد خلافات نشأت بينهما عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد تم تداول مقاطع فيديو على تيك توك تظهر قاصرين يدعمون الحادث العنيف، هذا الحادث أثار قلقًا كبيرًا بشأن التأثير المحتمل لتطبيقات مثل تيك توك على سلوكيات الأطفال والمراهقين.
تيك توك تنفي صلتها بالحادث
من جانبها، ردت الشركة المالكة لتطبيق تيك توك على الاتهامات، حيث أشار متحدث باسم الشركة إلى أن التحقيقات لم تكشف عن أي دليل على أن الجاني أو الضحية كان لديهما حسابات على تيك توك، كما أكدت الشركة أن مقاطع الفيديو التي روجت للعنف تم نشرها على منصات أخرى غير تيك توك.
تزايد القيود الأوروبية على وسائل التواصل الاجتماعي
تعد هذه الخطوة جزءًا من توجه أوسع في أوروبا والعالم تجاه تشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالأطفال والمراهقين، فقد فرضت العديد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا، قيودًا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل القاصرين.
كما أعلنت أستراليا في نوفمبر 2024 عن قرارها بحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عامًا، مما يجعل هذه اللوائح من بين الأكثر صرامة في العالم.
خطط الحكومة الألبانية لتعزيز أمان المدارس
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من خطة ألبانية أوسع تهدف إلى تحسين بيئة المدارس وجعلها أكثر أمانًا للطلاب، ويشمل الحظر محاولات لتقليل التأثير السلبي للمنصات الرقمية على سلوكيات الأطفال داخل المدارس والمجتمعات، وتستهدف الحكومة من خلال هذه التدابير تقليل الحوادث العنيفة بين الطلاب وتعزيز قيم الاحترام والأمان.
في ضوء هذا الحظر، يتوقع أن تواصل ألبانيا جهودها لتوفير بيئة أكثر أمانًا للأطفال والمراهقين، وسط استمرار النقاش حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال الشابة.