الجلوس بجانب النافذة في الطائرة الخيار الأفضل للحد من انتقال الفيروسات والعدوى
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة إيموري في أتلانتا عن أفضل الأماكن التي يجب الجلوس فيها على متن الطائرة لتقليل خطر الإصابة بالأمراض، خاصة نزلات البرد والإنفلونزا.
وأظهرت الدراسة أن المقاعد بجانب النوافذ تعد الخيار الأكثر أماناً للمسافرين الراغبين في تجنب العدوى خلال الرحلات الجوية.
نتائج مثيرة من دراسة شاملة
أُجريت الدراسة على 10 رحلات عبر الأطلسي، حيث تم مراقبة حركة 1500 مسافر لتحليل معدلات انتشار الفيروسات، وأكد الباحثون أن الجلوس في المقاعد المجاورة للنافذة يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من احتمالية تعرض المسافرين للأمراض مقارنة بأولئك الذين يجلسون في المقاعد القريبة من الممر.
في التفاصيل، أظهرت الدراسة أن 40% فقط من الركاب الجالسين في المقاعد بجانب النوافذ يتركون مقاعدهم، مقارنة بـ 80% من الركاب الذين يجلسون في المقاعد القريبة من الممر.
وهذا يعزز الفكرة القائلة بأن الابتعاد عن مناطق الحركة المستمرة مثل الممرات يقلل من فرص التفاعل مع المسافرين الآخرين، مما يقلل بدوره من احتمالات التعرض للفيروسات.
التفسير العلمي: الابتعاد عن مناطق الحركة
يشير الباحثون إلى أن المقاعد بجانب النافذة توفر حماية أكبر من انتشار الفيروسات لأنها تبتعد عن الأماكن التي تشهد حركة مستمرة، فالممرات هي الأماكن التي يمر منها الركاب بشكل متكرر، بما في ذلك الموظفون، والمسافرون الذين يتجهون إلى الحمام أو ينتقلون بين الأماكن الأخرى.
كما أن فتحات التهوية والمكيفات قد تسهم في نقل الفيروسات عبر الهواء، مما يزيد من خطر العدوى في المناطق المزدحمة.
خبراء الصحة يؤيدون النتائج
دعم بيرناديت بودين-ألبالا، خبيرة الصحة العامة، نتائج هذه الدراسة، حيث قالت في تصريحات لمجلة “ريدرز دايجست”: «في معظم الحالات، يعد الجلوس بجانب النافذة الخيار الأمثل للحد من خطر الإصابة بالأنفلونزا والزكام، لأنه يبتعد عن المناطق ذات الحركة العالية مثل الممرات والحمامات».
وأضافت أن التعرض المستمر للأشخاص الذين يتحركون عبر الممر يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، خاصة في الرحلات الطويلة.
المقاعد الخلفية: خيار آخر للحد من انتقال العدوى
إلى جانب اختيار المقاعد بجانب النوافذ، حذر خبراء الصحة أيضًا من الأماكن التي تكون قريبة من الركاب المصابين، ففي دراسة أجريت في عام 2022 حول كيفية تقليل انتقال عدوى كوفيد-19، أظهرت النتائج أن الأماكن الخلفية للمسافرين المصابين، وخاصة المقاعد المجاورة لهم مباشرة، تمثل أخطر المواقع في الطائرة لانتقال العدوى.
نصائح إضافية للمسافرين للحد من المخاطر
- الجلوس بالقرب من النوافذ: يعد من أفضل الخيارات للحد من التفاعل مع المسافرين الآخرين، حيث يقلل من فرص انتقال الفيروسات من خلال الهواء المتداول.
- المقاعد الخلفية: تعتبر أفضل من المقاعد الأمامية أو بالقرب من الممرات، لأنها تبعد عن أماكن الجلوس الأخرى المزدحمة.
- التقليل من الحركة داخل الطائرة: كلما قل تحركك داخل الطائرة، كلما كان خطر التعرض للعدوى أقل.
- التطهير المستمر: يُنصح بحمل معقمات لليدين ومسح الأسطح التي يتم لمسها باستمرار مثل المقاعد والطاولات.
التكنولوجيا وتقليل العدوى على متن الطائرات
تستمر شركات الطيران في الاستثمار في تقنيات حديثة لتعزيز سلامة الركاب. من بين هذه الابتكارات أنظمة التهوية المتطورة التي تسهم في تقليل انتشار الفيروسات داخل الطائرة.
كما تتبنى بعض الشركات التقنيات الرقمية لتقليل التفاعل المباشر بين الركاب وطاقم الطائرة، مما يعزز من الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الفضاء المحدود.
في الختام، تُعتبر نتائج هذه الدراسة بمثابة تحذير للمسافرين الذين يسعون للحفاظ على صحتهم أثناء السفر، اختيار المقاعد بجانب النوافذ قد يكون أبسط وأكثر فعالية وسيلة للحد من انتقال الأمراض على متن الطائرات.
ومن الضروري أيضًا اتباع إرشادات الصحة العامة وأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب التلامس مع الأسطح الملوثة.