شراكة ثقافية جديدة بين العُلا و”دونهوانغ” الصينية للحفاظ على التراث
في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والتراثي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا شراكة استراتيجية مع أكاديمية “دونهوانغ” الصينية.
تأتي هذه الشراكة لتعميق العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث تجمعهما روابط ثقافية تمتد عبر العصور، وتعمل على الحفاظ على التراث الإنساني المشترك.
تسعى الشراكة إلى تطوير برنامج شامل لحماية وصيانة المواقع التاريخية في كل من العُلا وغرب الصين. هذا التعاون يتضمن تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل علمية، إلى جانب إنشاء خطة للحفاظ على المواقع الثقافية الهامة في المنطقتين، حيث تشرف أكاديمية “دونهوانغ” على إدارة كهوف “موغاو”، والتي تعد أحد أبرز المواقع التراثية في الصين.
تقع هذه الكهوف في مقاطعة “قانسو”، وتحتوي على 735 كهفًا بوذيًا، وقد تم تصنيفها موقعًا للتراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1987. هذه الكهوف تشتهر بجدرانها المزخرفة ومنحوتاتها الفنية التي تمثل تلاقي الثقافات عبر تاريخ طريق الحرير القديم.
من خلال هذه الشراكة، تهدف الهيئة الملكية لمحافظة العُلا إلى الاستفادة من الخبرات العالمية التي تتمتع بها أكاديمية “دونهوانغ” في مجال الحفاظ على التراث، وذلك لتطبيق أفضل الممارسات في العُلا.
يعتبر هذا التعاون فرصة لتعزيز جهود الحفاظ على المعالم التاريخية الفريدة في العُلا، مثل مواقع الحجر الرملي ومعابدها القديمة التي تعد من أهم ملامح التراث السعودي.
وأكدت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، أن هذه الشراكة هي امتداد للتاريخ المشترك بين المملكة والصين، وأنها تعكس التزام العُلا بالاستثمار في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
وأضافت باربون أن التعاون مع أكاديمية “دونهوانغ” يمثل فرصة كبيرة لتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين، واستفادة العُلا من خبرات أكاديمية عالمية في الحفاظ على التراث التاريخي.
تأتي هذه الشراكة في وقت مميز بعد انطلاق “معرض السفر السعودي”، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة في الصين، حيث كانت العُلا جزءًا بارزًا من المعرض، حيث تم عرض جناح مميز في حديقة “تيان تان” بالعاصمة الصينية بكين، الذي سلط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعُلا.
هذه المشاركة جاءت لتعكس مكانة العُلا كوجهة ثقافية وسياحية، وتحفز السياح الدوليين على استكشاف ما تقدمه المملكة من معالم تاريخية وجمالية.
تستمر العُلا في تأكيد مكانتها كحاضنة للتراث الثقافي، من خلال التعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة، في خطوة تعكس التزام المملكة بالحفاظ على تاريخها وتراثها الثقافي، وفقًا لرؤية المملكة 2030.