أجهزة ذكية جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم المشورة وتنظيم الحياة الشخصية
في تطور جديد يشهده عالم التكنولوجيا، بدأت بعض الشركات التقنية المتخصصة في تطوير أجهزة صغيرة جداً وقابلة للارتداء، تعمل بالذكاء الاصطناعي، ولديها القدرة على الاستماع لما يقوله المستخدم والمحيطون به طوال اليوم، هذه الأجهزة الحديثة لا تقتصر فقط على التسجيل الصوتي، بل تتعدى ذلك إلى تحليل البيانات المستخلصة من المحادثات وتقديم المشورة والمساعدة للمستخدم في تنظيم حياته اليومية، واتخاذ القرارات في شتى المسائل.
وكشفت مصادر متخصصة في مجال التقنية عن أن هذه الأجهزة القابلة للارتداء تعمل بشكل مستمر دون الحاجة إلى تفعيل يدوي. فهي تراقب المحيط من خلال الميكروفونات المدمجة فيها وتقوم بتحليل المحادثات التي تتم طوال اليوم، بناءً على هذه البيانات، توفر الأجهزة ملخصات ذكية تساعد في ترتيب المهمات الشخصية وتنظيم الأولويات.
كما تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الكلام ومتابعة التفاعلات الاجتماعية، مما يسهم في تقديم توصيات تسهم في اتخاذ قرارات أفضل في مختلف جوانب الحياة.
من بين الأجهزة التي ظهرت مؤخرًا في هذا المجال، جهاز “Bee AI” و” Omi”، حيث يعمل كلا الجهازين على الارتباط بتطبيقات مثل “Gmail” و”التقويم” و”جهات الاتصال”، لتوفير تجربة متكاملة تتناسب مع متطلبات الحياة اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، تبدأ أسعار هذه الأجهزة من حوالي 50 دولاراً، مما يجعلها في متناول العديد من المستخدمين الذين يبحثون عن حلول ذكية تسهم في تحسين حياتهم الشخصية والمهنية.
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في هذه الأجهزة هو طريقة عملها في جمع المعلومات بشكل دائم، فعند ارتداء جهاز مثل “Bee AI”، يقوم الجهاز بتحليل المحادثات التي يجريها الشخص طوال اليوم ويعرض في النهاية ملخصًا يحتوي على جميع المناقشات التي تم إجراؤها، مع تحديد المواقع التي تم فيها التفاعل على خريطة.
كما ينشئ الجهاز قائمة تلقائية بالمهام التي يجب على المستخدم إنجازها بناءً على المحادثات التي تمت خلال اليوم. وهذه الميزة قد تكون مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين لديهم مواعيد عمل ضاغطة أو مهام متعددة يتعين عليهم تنظيمها.
لكن على الرغم من هذه الفوائد، يواجه هذا النوع من الأجهزة تحديات عدة، من أبرز هذه التحديات هو مسألة الخصوصية، حيث تتزايد المخاوف من أن الأجهزة القابلة للارتداء قد تؤدي إلى انتهاك الخصوصية الشخصية للمستخدمين، بما أن هذه الأجهزة تعمل على تسجيل المحادثات بشكل مستمر.
كما يبرز تحدي آخر يتعلق بدقة الأجهزة في التعرف على الكلام وتحليل المحادثات بشكل صحيح، حيث أن الأخطاء في التفسير قد تؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو مشورة غير مفيدة.
وتستهدف هذه الأجهزة بشكل خاص الأشخاص الذين يتطلب عملهم التفاعل المستمر مع الآخرين، مثل العاملين في مجالات التجارة أو الخدمة التي تتطلب التحدث مع الزبائن أو فرق العمل طوال اليوم، فعلى سبيل المثال، في بيئات العمل مثل المكاتب التجارية أو قاعات الاجتماعات، يمكن أن يكون جهاز “Bee AI” أداة مثالية للمتخصصين الذين يحتاجون إلى تتبع المحادثات وتنظيم المهام المتعددة.
في المجمل، يبدو أن هذه الأجهزة الذكية قد تشكل خطوة هامة نحو المستقبل في مجال تحسين التنظيم الشخصي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات، ستظل هناك حاجة للتعامل بحذر مع قضايا الخصوصية وضمان الدقة في جمع وتحليل البيانات الشخصية للمستخدمين.