استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس وروما بعد انقطاع دام عشر سنوات
أعلنت شركة الطيران الإيطالية ITA Airways استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين العاصمتين طرابلس وروما، بعد انقطاع دام عشر سنوات. شهدت هذه الخطوة إشادة واسعة، باعتبارها تطورًا يعزز الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية عميقة.
إطلاق أول رحلة تجارية مباشرة
انطلقت أولى الرحلات بين مطار معيتيقة الدولي في طرابلس ومطار فيوميتشينو الدولي في روما، مع خطط لتسيير رحلتين أسبوعيًا. وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان لها أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود منسقة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع ليبيا، التي تُعد شريكًا اقتصاديًا مهمًا لإيطاليا.
وأوضحت الوزارة أن استئناف الرحلات يعد جزءًا من مساعٍ مستمرة تهدف إلى تحسين التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة.
زيارة ميلوني واتفاقيات جديدة
استئناف الرحلات جاء بعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إلى طرابلس في أكتوبر 2024، حيث وقعت إيطاليا وليبيا على مجموعة من الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التنمية والاستثمار، وتطوير البنية التحتية في ليبيا. وكانت هذه الزيارة الرابعة لميلوني منذ توليها منصبها، ما يعكس اهتمام الحكومة الإيطالية بتعميق الشراكة مع ليبيا.
وأكدت ميلوني أن ليبيا، باعتبارها دولة غنية بالنفط، تُشكّل جزءًا أساسيًا من “خطة ماتي” الإيطالية لأفريقيا، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات في القارة الأفريقية والحد من الهجرة غير الشرعية، لا سيما من الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية، مثل ليبيا.
إيطاليا وليبيا: شراكة استراتيجية
لطالما كانت إيطاليا الشريك التجاري الأكبر لليبيا، حيث تُعد طرابلس مركزًا رئيسيًا لتجارة النفط والغاز. وقد شهدت السنوات الأخيرة جهودًا مكثفة من الجانب الإيطالي لدعم استقرار ليبيا اقتصاديًا وسياسيًا، باعتبارها عنصرًا حيويًا في أمن واستقرار البحر المتوسط.
تحول إيجابي في العلاقات
تمثل عودة الرحلات الجوية مؤشرًا واضحًا على التقدم الذي حققته ليبيا في إعادة بناء علاقاتها الدولية بعد سنوات من الصراع السياسي والعسكري. ورغم التحديات التي لا تزال تواجهها، تسعى ليبيا إلى تحقيق الاستقرار الداخلي من خلال تعزيز التعاون مع شركائها الاستراتيجيين، وعلى رأسهم إيطاليا.
خطوة نحو المستقبل
استئناف الرحلات بين طرابلس وروما يحمل أبعادًا أكبر من مجرد الربط الجوي بين العاصمتين. فهو يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في قطاعات متعددة، بدءًا من التجارة والسياحة، وصولًا إلى الطاقة والبنية التحتية. كما أنه يعكس الرغبة المشتركة بين البلدين في بناء جسور جديدة تعزز التنمية والاستقرار في المنطقة.
في ظل هذا التحول، تبدو العلاقات بين طرابلس وروما مهيأة لمرحلة جديدة من التعاون الإيجابي، ما يجعل هذه الخطوة خطوة أولى نحو مستقبل أكثر إشراقًا للبلدين.