الأخبار

القاهرة تستعد لافتتاح أكبر متحف أثري في العالم بموقع استثنائي قرب الأهرامات

تقترب القاهرة من لحظة تاريخية مع العدّ التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير، المشروع الثقافي الأضخم الذي يُنتظر أن يصبح صرحًا عالميًا يجمع بين عبق التاريخ المصري القديم والتقنيات المتطورة للعرض المتحفي.

يقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، وسيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة، تعود إلى سبعة آلاف عام، ما يجعله أكبر متحف مخصص للحضارة المصرية القديمة على مستوى العالم.

تحددت الثالث من يوليو المقبل موعدًا للافتتاح الرسمي، حيث تخطط مصر لإقامة حفل ضخم يحضره قادة وزعماء وشخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يستمر الافتتاح على مدار عدة أيام، ليكون واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية العالمية لهذا العام.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أحمد غنيم، أن الحفل سيكون استثنائيًا من حيث الإبهار البصري والتنظيمي، حيث سيتم استخدام إمكانيات مصر التاريخية والسياحية لإبراز عظمة المتحف وعلاقته الفريدة بموقعه المجاور للأهرامات.

يمتد المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع، ما يجعله ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس وأكثر من ضعفي المتحف البريطاني في لندن.

ويضم مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي تلقي الضوء على مختلف جوانب الحياة في مصر القديمة، بدءًا من التماثيل الضخمة للملوك وحتى القطع الصغيرة المستخدمة في الحياة اليومية.

تم تصميم المتحف ليعكس المناظر الطبيعية لمصر، إذ تطل أقسامه المختلفة على الأهرامات، ما يمنح الزائرين تجربة فريدة تجمع بين الحاضر والماضي.

وعند المدخل الرئيسي، سيجد الزوار تمثالًا مهيبًا لرمسيس الثاني بارتفاع 11 مترًا، وُضع في ساحة واسعة تتوسطها درج ضخم من ست طبقات، يقود إلى صالات العرض الرئيسية حيث يمكن استكشاف تماثيل الفراعنة والآلهة والتوابيت الملكية، وصولًا إلى واجهة زجاجية توفر إطلالة بانورامية على الأهرامات.

من أبرز ما يقدمه المتحف كنوز الملك توت عنخ آمون، التي سيتم عرضها بشكل كامل لأول مرة في التاريخ، بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير.

وقد تم بالفعل نقل أكثر من 5000 قطعة أثرية من مقتنيات الفرعون الشاب إلى المتحف الجديد، لكن تفاصيل عرض المجموعة الكاملة ستظل مفاجأة سيتم الكشف عنها في الافتتاح الرسمي.

ويضم المتحف أيضًا قطعًا أثرية نادرة، مثل مركب الشمس المصنوع من خشب الأرز، والذي دفن بجوار الهرم الأكبر قبل أكثر من 4500 عام، حيث لم يتم الكشف عنه بالكامل حتى الآن. كما سيتيح المتحف تجربة تفاعلية للزوار لمشاهدة عمليات ترميم مركب شمسي ثانٍ، في مشروع يمتد لثلاث سنوات.

ويهدف المتحف المصري الكبير إلى تقديم تجربة متحفية متطورة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعارض التفاعلية، لجعل التاريخ أكثر حيوية وإثارة، خاصة للأجيال الشابة.

وتأمل مصر أن يجذب المتحف 5 ملايين زائر سنويًا، ليكون محركًا رئيسيًا لإنعاش قطاع السياحة وتعزيز الاقتصاد الوطني، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى