-- سلايدر --الأخبار

السفر التنافسي بين الشباب.. مغامرة جديدة تنتشر بفضل وسائل التواصل الاجتماعي

تزايد مؤخرًا عدد “المسافرين المغامرين” حول العالم، الذين يتسابقون لزيارة أكبر عدد ممكن من الدول، مهما كانت صعبة أو خطرة، هذا النوع من السفر الذي أصبح يعرف بـ “السفر التنافسي”، يعكس رغبة جيل الشباب في زيارة 193 دولة معترف بها من قبل الأمم المتحدة، وهو ما يتطلب مغامرة حقيقية وحضور مستمر في وجهات غير تقليدية.

في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تناولت الصحافية كاثلين هيوز هذا الاتجاه المتزايد بين الشباب، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أسهمت بشكل كبير في تشجيع هذه الظاهرة، من خلال منصات مثل إنستغرام وفيسبوك، حيث يعرض المسافرون تجاربهم في الأماكن النائية والغامضة، تنشط مشاعر الفضول والمغامرة، ما يحفز آخرين على الانخراط في هذا السباق العالمي.

هذا النوع من السفر يركز بشكل رئيسي على اكتشاف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث يسعى العديد من المغامرين لزيارة كل دولة من هذه الدول.

ومن المثير للانتباه أن الأمريكيين يواجهون تحديًا إضافيًا بسبب الحظر الذي تفرضه وزارة الخارجية الأمريكية على زيارة كوريا الشمالية، حيث يسمح للمواطنين الأمريكيين بزيارة 192 دولة فقط، بدلًا من 193 دولة.

ومع تزايد الاهتمام بهذا النوع من السفر، ظهرت مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقدم الدعم والمشورة للمسافرين الذين يطمحون لزيارة أكبر عدد من الدول، بما في ذلك النصائح المتعلقة بسلامة السفر في الأماكن التي قد تكون غير آمنة، كما توفر هذه المجموعات إرشادات حول كيفية تحقيق هدف زيارة جميع الدول بطرق اقتصادية.

في هذا السياق، يتبادل المسافرون تجاربهم وطرقهم في تقليل التكاليف، مثل استخدام عروض النقاط والأميال من شركات الطيران، أو تقاسم التكاليف مع مسافرين آخرين.

من جانبه، قال عدد من الأشخاص الذين خاضوا هذه المغامرة إن السفر التنافسي يمنحهم شعورًا كبيرًا بالإثارة والمتعة، فكل رحلة تحمل فرصة لاكتشاف مناظر طبيعية خلابة، وحيوانات نادرة، وأماكن بعيدة وغير تقليدية لم يسبق لهم رؤيتها من قبل.

ورغم أن هذه التجربة تتسم بالكثير من التحدي، إلا أن المغامرين يواجهون صعوبة في تكاليف السفر التي قد تكون مرتفعة، خاصة مع الرحلات إلى أماكن بعيدة وصعبة الوصول. لذلك، يلجأ البعض إلى مشاركة تجاربهم عبر منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق دخل إضافي يساعدهم في تمويل مغامراتهم.

وقد شهدت هذه الظاهرة نموًا ملحوظًا في العامين الأخيرين، مما يعكس تحولًا في طريقة تفكير الشباب حول السفر، أصبح السفر التنافسي ليس مجرد وسيلة للاسترخاء أو الاستجمام، بل هو هدف تحدي جديد يطوره الشباب ويحققون فيه إنجازات فردية وجماعية، حيث يتنافسون على توثيق تجاربهم في مختلف أنحاء العالم.

يبدو أن هذا النوع من السفر سيستمر في التزايد، مدفوعًا بروح المغامرة والاكتشاف، ويعتبر اليوم بمثابة ظاهرة ثقافية جديدة تعكس تطورًا في طريقة استكشاف العالم من قبل جيل الشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى