وجهات سياحية

السلع الأردنية تتحول من قرية أدومية إلى معلم سياحي عالمي بارز

تحولت قرية السلع الواقعة في محافظة الطفيلة جنوب الأردن إلى إحدى أبرز الوجهات السياحية على المستوى العالمي، بعد أن اختارتها منظمة السياحة العالمية ضمن قائمة أفضل القرى السياحية لعام 2023، في إنجاز يعكس أهمية هذه القرية التاريخية ودورها في صون التراث الطبيعي والثقافي والبيئي.

وتكمن أهمية قرية السلع، التي تقع مقابل قلعة أثرية شامخة وتُطل على هضاب ممتدة، في كونها نموذجًا فريدًا للحفاظ على هوية القرى الريفية، وما تزخر به من مقومات عمرانية وطبيعية، حيث أقامت وزارة السياحة مركزًا متطورًا لاستقبال الزوار بإدارة جمعية السلع التعاونية التي تسعى إلى الترويج لهذا الموقع التراثي.

وأعلنت الحكومة الأردنية خلال جلسة مجلس الوزراء المنعقدة مؤخرًا في الطفيلة عن توجهات واضحة لتطوير القطاع السياحي في المحافظة، استنادًا إلى ما تمتلكه من معالم فريدة مثل محمية ضانا وقرية السلع وقلعتها التاريخية.

وقد أكد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في تصريحاته أهمية إدماج هذه المواقع في المسارات السياحية الوطنية والعالمية، لتحقيق الاستفادة الاقتصادية المستدامة منها، إلى جانب الحفاظ على طابعها البيئي والثقافي.

وأفاد هاني العمريين، رئيس جمعية السلع، بأن العمل جارٍ لتسريع وتيرة مشاريع تطوير القرى التراثية في المحافظة، مشددًا على أن هذه القرى تشكل محطات رئيسية في سردية التاريخ الأردني، كما تمثل عناصر جذب قوية للسياحة الداخلية والخارجية.

وأوضح أن قرية السلع شهدت مؤخرًا أعمال ترميم شاملة، شملت المدرسة القديمة التي تحولت إلى مركز استقبال عصري للزوار يضم غرفًا فندقية تستوفي المعايير العالمية، كما أشار إلى أن الجمعية تعمل على المحافظة على المقومات البيئية والثقافية للقرية.

وفي سياق الحديث عن المعالم التاريخية الفريدة، لفت العمريين إلى وجود “المسلة البابلية” داخل قلعة السلع، والتي تُعد الأولى من نوعها في الأردن والرابعة عالميًا، حيث تعود إلى ما بين عامي 930 و555 قبل الميلاد، وقد نُحتت على صخرة مرتفعة تُجسد ملكًا بابليًا يحمل صولجانًا، وتحيط بها نقوش دينية تعود لحضارة ما بين النهرين.

ويُعد هذا الاكتشاف إضافة نوعية تعزز من أهمية السلع كموقع أثري يجب الاستثمار فيه من خلال مسارات سياحية تبدأ من خربة الذريح وتنتهي بمخيم الرمانة، مرورًا بقرى وبلدات تاريخية مثل بصيرا والسلع والمعطن.

ومن جانبه، أوضح بلال الصقور، مدير موقع قرية السلع التراثية، أن هذه المسارات لا تُعزّز فقط التبادل الثقافي، بل تفتح أيضًا آفاقًا تنموية للمجتمعات المحلية من خلال دعم الحرف اليدوية والصناعات التقليدية.

وأشار إلى أن منظمة السياحة العالمية اختارت السلع ضمن 20 قرية جديدة أضيفت إلى شبكتها من أصل 260 قرية مرشحة، مما يؤكد اعترافًا دوليًا بمكانة القرية.

وتُعد قلعة السلع، التي تقع على بعد 13 كيلومترًا جنوب الطفيلة، واحدة من أبرز القلاع التاريخية في الأردن، حيث شُيّدت على ربوة عالية تطل على وادي عربة وتقابل بصيرا، عاصمة الأدوميين.

وتضم القلعة نحو 300 بئر ماء وكهوفًا تعود للعصور الأدومية، حيث عُرف أهل المنطقة بصناعاتهم الحربية وزراعتهم في أوقات السلم، ما يعكس التعدد الحضاري الذي مر بها هذا الموقع عبر آلاف السنين.

وتواصل القلعة والقرية المجاورة لها استقبال آلاف الزوار من داخل الأردن وخارجه، في تجربة سياحية تدمج بين التراث العريق والطبيعة الساحرة والتاريخ الممتد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى