وجهات سياحية

وجهات باردة للهروب من لهيب الصيف العالمي

يبحث ملايين المسافرين في موسم الصيف عن أماكن سياحية تمتاز بطقسها المعتدل أو البارد، خاصة في ظل موجات الحر المتكررة التي تضرب مناطق واسعة من العالم.

وبينما يشهد نصف الكرة الشمالي صيفاً حاراً خلال شهري يونيو ويوليو، تنعم وجهات أخرى في النصف الجنوبي أو شمال أوروبا بجو بارد أو معتدل يمنح الزوار فرصة للهروب من درجات الحرارة المرتفعة والاستمتاع بعطلاتهم من دون الحاجة إلى ملازمة أجهزة التكييف أو تفادي الشمس الحارقة.

ومع اختلاف الفصول بين جهات العالم، تزداد أهمية اختيار الوجهة بعناية بالغة، ليس فقط بناءً على مدى الجمال الطبيعي أو الخيارات الترفيهية، بل أيضاً وفقاً لمتوسط درجات الحرارة ومعدلات الزحام السياحي.

تتجنب فئة متزايدة من المسافرين الوجهات السياحية الحارة التقليدية، لا بسبب الطقس فحسب، بل لتفادي الاكتظاظ الذي يرافق عادة هذه الأماكن خلال مواسم الذروة، فبينما تزدحم شواطئ البحر الأبيض المتوسط ومدن جنوب آسيا بآلاف السياح، تُعَدُّ بعض المدن والمناطق الأقل حرارة أكثر هدوءاً وأقل ازدحاماً، ما يوفّر تجربة أكثر راحة وخصوصية لعشّاق السفر الهادئ والطبيعة البكر.

ولهذا، نقترح في هذا التقرير مجموعة من الوجهات التي تجمع بين الطقس المنعش والمناظر الخلابة بعيداً عن الضجيج والحرارة المرتفعة.

تُعد العاصمة الدنماركية كوبنهاغن نموذجاً مثالياً للمسافر الذي يريد الاستمتاع بأجواء صيفية لطيفة، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها ما بين 12 و14 درجة مئوية، وهي مثالية للتجوال في الشوارع الهادئة أو الجلوس بجانب الميناء التاريخي “نيهافن”، فمع كل زاوية من زوايا المدينة، يكتشف الزائر مزيجاً من العمارة الاسكندنافية المميزة والمرافق الترفيهية الحديثة مثل حدائق “تيفولي” الشهيرة، فضلاً عن زيارة قصر “أمالينبورغ” للاطلاع على نمط حياة العائلة المالكة.

أما لمحبي الأجواء البريطانية الندية، فتظل أيرلندا، وتحديداً مدينة دبلن، وجهة مفضلة بامتياز، لا تقتصر زيارتها على الهروب من الحر فحسب، بل توفر مزيجاً من التاريخ والثقافة.

قلعة دبلن وكاتدرائية القديس باتريك ومتحف الهجرة وسجن كيلمينهام ليست سوى بعض من المحطات التي لا تُفوَّت. وتزدهر الحياة الثقافية والترفيهية في المدينة عبر شوارعها مثل غرافتون، حيث يلتقي الفن بالموسيقى والضيافة المحلية.

ولمن يبحث عن جو أكثر برودة وهدوءاً، تُعد نيوزيلندا خياراً بعيداً جغرافياً لكن مثالياً من حيث الطقس والمناظر الطبيعية، فهي تُمثل الجانب الآخر من الكرة الأرضية، حيث يُعد الصيف في نصفها الجنوبي شتاءً فعلياً، وهذا يجعلها ملاذاً مثالياً لعشّاق الثلوج والجبال والرحلات البرية الهادئة، في مدن مثل كوينزتاون وروتوروا.

أما في قلب أوروبا، وتحديداً في اسكتلندا، يجد الزائر نفسه أمام تجربة غنية من الثقافة والطبيعة، رغم تساقط المطر أحياناً، إلا أن درجات الحرارة لا تتجاوز في الغالب 20 درجة مئوية حتى في أكثر شهور الصيف حرارة.

إدنبرة وغلاسكو تشهدان زخماً ثقافياً كبيراً، أبرزها مهرجان إدنبرة الشهير الذي يجمع آلاف الفنانين والمتفرجين في عروض مسرحية وموسيقية واستعراضية متنوعة، بينما تُوفّر المرتفعات الأسكتلندية مسارات خلابة لهواة المشي واستكشاف الطبيعة.

وإذا ما كنت تبحث عن تجربة جزيرية فريدة، فإن جزر الأزور البرتغالية تقدم واحدة من أكثر الوجهات عزلةً واعتدالاً في الطقس خلال الصيف، بدرجات حرارة تبلغ نحو 21 درجة مئوية، ومساحات شاسعة من الطبيعة البِكر، من بحيرات الفوهات البركانية في ساو ميغيل إلى رحلات مراقبة الحيتان في جزيرة بيكو المصنّفة ضمن مواقع التراث البحري العالمي، تُشكل الجزر وجهة جذابة لمن يرغب في الراحة والاستجمام في مكان لا يزال بعيداً عن الضجيج السياحي.

في النهاية، تتعدد الخيارات أمام المسافر الراغب في قضاء عطلة صيفية بعيداً عن لهيب الشمس الحارقة، لكن يبقى السر في اختيار وجهة تمزج بين الجمال الطبيعي، وقلة الزحام، واعتدال الطقس، وهو ما يجعل من هذه المدن والجزر وجهات مثالية تستحق الحجز المبكر والتخطيط الجيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى