منتزه الرمال الرياضي يرسخ مكانة الرياض كوجهة للأنشطة المفتوحة المستدامة
أطلقت الرياض مشروع منتزه الرمال الرياضي ضمن مسارها الطموح نحو ترسيخ مفهوم جودة الحياة عبر تطوير وجهات رياضية مفتوحة تتيح لسكانها وزوارها الانخراط في أنشطة رياضية وترفيهية متنوعة داخل بيئة طبيعية، حيث يقدم المنتزه تجربة متكاملة تجمع بين ممارسة الرياضة واكتشاف الصحراء وتعزيز الارتباط بالهوية المحلية.
يمتد المنتزه على مساحة واسعة داخل تضاريس صحراوية طبيعية، ويضم أكثر من 45 كيلومترًا من المسارات المتعددة، ما يجعله أكبر مشروع مفتوح من نوعه في المملكة للأنشطة الخارجية، وقد صُمم ليكون أحد أعمدة مشروع المسار الرياضي الذي يهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة نابضة بالحياة تحت مظلة رؤية السعودية 2030.
يضم المنتزه شبكة من المسارات المتخصصة التي تلائم مختلف الفئات، من بينها مسارات مخصصة لركوب الدراجات الهوائية والجبليّة، وأخرى للجري والمشي العادي والجبلـي، إضافة إلى مسارات لركوب الخيل، وقد تم تصميم هذه المسارات لتشجيع سكان المدينة على تبني نمط حياة نشط ضمن بيئة آمنة.
ويستند التصميم المعماري للمنتزه إلى مفردات محلية مستمدة من بيئة نجد، حيث تبرز في قلبه “الوردة النجدية” كرمز بصري يعزز الارتباط بالتراث ويشكل نقطة التقاء للمسارات. وتُمثل هذه العناصر الدمج المتقن بين الحداثة والطابع المحلي، ضمن رؤية تصميمية تستحضر الهوية وتحترم الطبيعة.
وتمتاز البنية التحتية في المنتزه بتكامل عناصرها بما يعزز راحة المستخدمين، إذ تتوفر محطات لصيانة وتأجير الدراجات، ومرافق استراحة، ومراكز خدمات، إضافة إلى لوحات إرشادية توجيهية تساعد الزوار على التنقل بسهولة، وقد تم تجهيز هذه البنى بعناية لضمان تجربة سلسة وآمنة.
وتم تأهيل أكثر من 350 ألف متر مربع من الكثبان الرملية ضمن المشروع، مع مراعاة الحفاظ على التوازن البيئي ودمج المنشآت ضمن الإطار الطبيعي المحيط دون إحداث أثر بيئي سلبي، ويعكس هذا التوجه التزام المشروع بمفاهيم الاستدامة الحضرية والتخطيط المسؤول.
ولا يقتصر دور المنتزه على الجانب الترفيهي، بل يمتد ليكون ركيزة لاستضافة بطولات محلية ودولية في سباقات التحمل وركوب الدراجات، ما يعزز من حضور المملكة في خارطة الفعاليات الرياضية، ويجعل من المنتزه مكونًا رئيسيًا ضمن البنية الرياضية والسياحية الوطنية.
ويسهم المنتزه في دعم السياحة البيئية ويخاطب هواة المغامرة من خلال مسارات صحراوية تتسم بالتحدي، حيث يمكن للزائر اختبار تجربة استثنائية في بيئة صحراوية مصممة بعناية وفق أعلى معايير السلامة، ما يمنح النشاط الرياضي بعدًا ترفيهيًا فريدًا.
كما يُعد المنتزه نموذجًا على المشاريع التي تدمج النشاط البدني بالوعي البيئي، ويهدف إلى ترسيخ فكرة ممارسة الرياضة ضمن فضاءات طبيعية مفتوحة، ويعمل كمحفز لتغيير أنماط الحياة اليومية نحو مزيد من الحيوية والتوازن، ويمنح سكان المدينة فرصة للارتباط المباشر بالجغرافيا المحلية.
ويأتي المشروع ليعكس الرؤية المستقبلية للعاصمة الرياض، ويعزز مكانتها كوجهة للأنشطة المفتوحة والمستدامة، ويؤكد توجه المملكة نحو تطوير مرافق رياضية تلبي طموحات السكان وتتماشى مع أهداف التنمية الحضرية المستدامة ضمن خطط التحول الوطني.





