بوخارست الرومانية تدهش الزوار بلقب باريس الصغيرة وسحر العمارة الأوروبية
تتميّز العاصمة الرومانية بوخارست بسحر خاص يميزها عن بقية مدن أوروبا الشرقية، ويمنحها مكانة بارزة بين أبرز الوجهات الحضرية في القارة.
تقع المدينة في قلب رومانيا، وتُعد الأكبر من حيث عدد السكان، إذ يقطنها قرابة 1.8 مليون نسمة، ما يجعلها مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا لا غنى عنه في البلقان.
ورغم صخب الحياة اليومية فيها، تحتفظ بوخارست بروح أوروبية أنيقة تنبض في تفاصيل عمارتها وتخطيط شوارعها، الأمر الذي أكسبها لقب “باريس الصغرى”، بفضل التشابه الكبير في الطراز المعماري مع العاصمة الفرنسية.
تُبرز شوارع بوخارست العريضة والمُحاطة بأشجار متناسقة ومبانٍ كلاسيكية الطابع روح الحداثة الفرنسية، بينما ينعكس تأثر المدينة بالتصميم الغربي في العديد من المباني العامة والساحات الكبرى، خصوصًا تلك التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث سعت المدينة حينها إلى محاكاة النمط الباريسي في التنظيم العمراني، وقد ساعد ذلك في منحها لقبها الشهير الذي لا يزال يُتداول بين الزوار والسكان على حد سواء.
ويُعد قصر البرلمان الروماني من أبرز معالم العاصمة، وهو واحد من أكبر المباني الإدارية في العالم من حيث الحجم، ويعكس جانبًا من الطموح السياسي والمعماري الذي شهدته البلاد في فترات مختلفة.
كما تحتضن المدينة عددًا كبيرًا من المتاحف والمسارح، وتُعرف بكونها مركزًا للفن والموسيقى والثقافة، مما يوفّر للزائر تجربة متكاملة ما بين الجمال البصري والإثراء الثقافي.
تتميز بوخارست أيضًا بوجود العديد من المنتزهات العامة والحدائق الخضراء التي تمنح الزائرين فرصة للهروب من صخب المدينة والانغماس في أجواء من الاسترخاء والهدوء.
ومن بين هذه المساحات، يُعد متنزه “هيراستراو” بجانب بحيرة صناعية، من أبرز الوجهات المفضلة لدى العائلات والسياح على حد سواء، إذ يوفر مزيجًا من الأنشطة الترفيهية والمناظر الطبيعية الخلابة.
وتُعرف المدينة بحيويتها في المساء، حيث تنتشر المقاهي والمطاعم في الساحات والميادين، وتُقدَّم فيها الأطباق الرومانية التقليدية مثل “سارماليه” و”تشوربا” إلى جانب المأكولات العالمية، وتُعد الأسعار المناسبة نسبيًا مقارنةً بعواصم أوروبا الغربية أحد أبرز عناصر الجذب للسياح الباحثين عن تجربة غنية دون تكلفة باهظة.
تواصل بوخارست استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم، مستندة إلى تاريخ عريق ومشهد حضري يعكس المزج بين الشرق والغرب، وبين الأصالة والمعاصرة، ما يجعلها وجهة سياحية فريدة تستحق الزيارة والتأمل.





