أرياف الطائف تمنح الزوار تجربة سياحية تجمع بين الأصالة والطبيعة
استقبلت أرياف محافظة الطائف أعدادًا متزايدة من الزوار الباحثين عن الاستجمام في أحضان الطبيعة، حيث منحتهم الأجواء الريفية فرصة لقضاء أوقات مميزة بين البساتين والمزارع، في بيئة تنبض بالهدوء وتزخر بجمال طبيعي يلامس الحواس، مما حول تلك القرى إلى وجهات سياحية متفردة تجمع بين الأصالة والصفاء.
تميّزت الأرياف بطابعها البسيط الذي يمزج بين التراث والأنشطة الترفيهية، حيث وجد الزوار في تجربة ركوب الخيل والدراجات الجبلية والمشي بين الحقول مزيجًا من المغامرة والمتعة، كما أتاحت لهم فرصًا لتجربة الزراعة المحلية، ما أضفى على الزيارة بعدًا ثقافيًا يرتبط بالعادات اليومية التي لا تزال حاضرة في نمط حياة سكان الريف.
أوضح المرشد السياحي خالد الغريبي أن أرياف الطائف أصبحت من الوجهات المفضلة لدى السياح من داخل المملكة وخارجها، وذلك لما تحمله من تنوع بيئي وثقافي، إضافة إلى كونها بيئة مثالية للعائلات التي تبحث عن هدوء الطبيعة بعيدًا عن صخب المدن، مع توفير كافة سبل الراحة والخدمات الأساسية للسائحين.
أشار الغريبي إلى أن أهمية الأرياف لا تتوقف عند السياحة فحسب، بل تمتد لتلعب دورًا اقتصاديًا متناميًا، من خلال خلق فرص عمل لشباب المنطقة، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة السياحية، سواء عبر تنظيم الجولات أو إعداد المنتجات المحلية التي تُعرض بأسلوب تقليدي يجذب الزوار.
لفت إلى أن الحرفيين وجدوا في هذه الأرياف منصة لعرض صناعاتهم اليدوية، من الفخار إلى النسيج والخوص، حيث شكلت هذه المنتجات عامل جذب إضافي يعزز من تجربة السائح، ويضيف لمسة أصيلة تعكس هوية المكان وروح سكانه الذين حافظوا على تراثهم العريق.
ساهم المناخ المعتدل خلال فصل الصيف في دعم حضور السياح إلى تلك المناطق، لا سيما مع تنوع الفعاليات المقامة ضمن إطار موسم الطائف السياحي، ما جعل الأرياف جزءًا رئيسيًا من خارطة السياحة الوطنية، ومصدرًا مستدامًا يدعم تطلعات المملكة نحو تنشيط السياحة الداخلية وتوسيع نطاق التجارب المحلية.
تؤكد هذه الأرياف أن الطائف ليست فقط مدينة مصايف، بل أيضًا مركزًا ريفيًا متكاملًا يحتضن الطبيعة والإنسان في آن واحد، ويعكس قدرة المجتمع المحلي على دمج التراث بالخدمة السياحية الحديثة، في مشهد يبعث على الفخر والاعتزاز بما تمتلكه المملكة من كنوز سياحية خفية.





