الضباب الصيفي يرسم لوحات طبيعية خلابة على جبال الباحة
غطى الضباب الكثيف اليوم سفوح جبال منطقة الباحة، ليمنح أجواء الصيف لمسة خاصة من الجمال والهدوء، وسط درجات حرارة معتدلة جذبت أعدادًا كبيرة من الزوار والمصطافين، الذين وجدوا في المشهد فرصة مثالية للاستمتاع بجمال الطبيعة، بعيدًا عن صخب المدن وضجيج الحياة اليومية.
وتدفق عشاق الطبيعة وهواة التصوير إلى المواقع السياحية البارزة في قطاع السراة، وفي مقدمتها غابة رغدان الشهيرة، حيث تسابقوا لالتقاط صور توثق اللحظات الضبابية النادرة، التي بدت وكأنها لوحات فنية تحاكي أجواء الجبال العالمية، في مشهد يختزل سحر الباحة وتفرد طبيعتها.
وتشتهر الباحة بمناخها المعتدل وتنوع تضاريسها بين السراة وتهامة، الأمر الذي يمنحها مقومات سياحية متكاملة تجمع بين الطبيعة البكر والإرث الثقافي العريق، كما تزخر المنطقة بفعاليات موسمية تعكس هوية المجتمع المحلي، وتثري تجربة الزائر بمزيج من المتعة والمعرفة.
ويعزو خبراء الطقس تكرار مشاهد الضباب الصيفي في الباحة إلى ارتفاعها عن سطح البحر، إضافة إلى التباين الحراري الملحوظ بين الليل والنهار، وهو ما يسهم في تشكل الضباب بكثافة، ويضفي على الأجواء لمسة فريدة تجذب محبي الطقس البارد والمشاهد الطبيعية المميزة.
ويحرص العديد من الزوار على العودة إلى الباحة في مواسم الضباب، لما تمنحه من تجربة سياحية استثنائية، حيث يمكنهم التنقل بين القرى الجبلية والمواقع المرتفعة التي تكتسي بالغيوم، إلى جانب الاستمتاع بالمقاهي والمطاعم المحلية التي توفر إطلالات بانورامية على الوادي والجبال.
ويشكل الضباب عنصر جذب إضافيًا ضمن منظومة السياحة البيئية في المنطقة، التي تسعى الجهات المعنية إلى تطويرها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، من خلال تحسين البنية التحتية، وتوفير مسارات سياحية آمنة، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية في أحضان الطبيعة، مما يعزز من حضور الباحة على خريطة السياحة الداخلية والخارجية.
ومع استمرار توافد الزوار على مدى الموسم الصيفي، تبقى الباحة برمزها الطبيعي المميز، وجهة مفضلة لكل من يبحث عن مزيج بين الجمال الطبيعي والصفاء الذهني، حيث يتناغم الضباب مع جبالها وسهولها، ليصنع مشاهد تخلدها ذاكرة الزائر، وتؤكد أن سحر الطبيعة لا يعرف موسمًا محددًا.





