الأردن يبدأ التجربة الرسمية لإصدار الجواز الإلكتروني الشهر المقبل
أعلن وزير الداخلية مازن الفراية عن إطلاق خدمة إصدار جواز السفر الإلكتروني تجريبياً اعتباراً من مطلع شهر سبتمبر المقبل عبر تطبيق “سند”، وذلك خلال مؤتمر صحفي حضره وزير الاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات ومدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات غيث الطيب، حيث يأتي هذا القرار في إطار خطة التحول الرقمي التي تتبناها الحكومة الأردنية لمواكبة التطورات العالمية في مجال أنظمة الهجرة والحدود.
وأوضح وزير الاقتصاد الرقمي أن جواز السفر الإلكتروني يعد نسخة مطورة من الجواز الورقي التقليدي، إذ يحتوي على شريحة إلكترونية مشفرة تتضمن البيانات الشخصية والحيوية لحامله، مما يعزز مستوى الأمان ويقلل من احتمالية التزوير أو التلاعب بالمعلومات، مؤكداً أن هذه الخطوة تضع الأردن في مصاف الدول التي سبقت في اعتماد الجوازات الإلكترونية وفق المعايير العالمية.
وأشار سميرات إلى أن الجواز الإلكتروني يتماشى مع أحدث التقنيات التي تعتمدها أنظمة السفر الدولية، موضحاً أن التوسع في استخدام البوابات الإلكترونية في المطارات والمعابر الحدودية بات يتطلب هذا النوع من الوثائق، الأمر الذي يسهم في تسهيل حركة المواطنين الأردنيين أثناء تنقلهم عبر المطارات العالمية.
وأكدت وزارة الداخلية أن إجراءات اعتماد الجواز الإلكتروني بدأت فعلياً من خلال التنسيق مع منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو”، حيث أرسلت النسخة الأولى من المفتاح الإلكتروني إلى المنظمة ليتم التعرف عليها واعتمادها من أنظمة الهجرة في الدول المختلفة، مشيرة إلى أن هذا التعاون يهدف إلى ضمان اعتراف دولي واسع بالجواز الأردني الجديد.
كما بينت الوزارة أن الجواز يتميز بصفحة بيانات مصنوعة من البلاستيك المقوى بدلاً من الورق، تحمل المعلومات الشخصية لصاحبه، وهو ما يزيد من متانته وصعوبة العبث به، مضيفة أن المرحلة التجريبية عبر تطبيق “سند” ستتيح التحقق من الجاهزية التقنية وتلقي الملاحظات قبل التوسع في الإصدار بشكل كامل.
وتسعى الحكومة الأردنية من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، حيث يمثل الجواز الإلكتروني جزءاً من استراتيجية أوسع تشمل خدمات رقمية متعددة تهدف إلى تحسين كفاءة الأداء الحكومي، وتسهيل الخدمات للمواطنين، وتوفير الوقت والجهد عند التعامل مع المؤسسات الرسمية في الداخل والخارج.
ويرى مختصون أن هذه التجربة ستفتح المجال أمام الأردن لاعتماد مزيد من الخدمات الرقمية المماثلة، خاصة مع تزايد الطلب على حلول ذكية في مجالات الهوية والسفر، كما ستسهم في تعزيز ثقة المواطنين بالخدمات الإلكترونية الحكومية، ورفع مستوى التنافسية الإقليمية للمملكة في قطاع التحول الرقمي.





