الأخبار

الإمارات.. نموذج وحدوي ناجح يرسخ مكانته عالمياً

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز التجارب الوحدوية الناجحة في المنطقة العربية، فقد نشأت في الثاني من ديسمبر عام 1971 على اتحاد سبع إمارات، لتشكل معاً دولة حديثة استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بفضل رؤية قيادتها ونهجها التنموي الطموح.

منذ تأسيس الاتحاد، نجحت الإمارات في أن تكون مثالاً على الاستقرار والازدهار، إذ اعتمدت سياسة تقوم على تنويع الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، إلى جانب ترسيخ قيم التسامح والانفتاح، الأمر الذي جعلها وجهة مفضلة للاستثمار والسياحة والعمل، فضلاً عن كونها مركزاً محورياً للقرار في المنطقة.

تتصدر إمارة أبوظبي قائمة الإمارات من حيث المساحة التي تبلغ أكثر من 67 ألف كيلومتر مربع، وهي العاصمة السياسية ومصدر الثروة النفطية التي أسهمت في بناء اقتصاد قوي، كما تضم مناطق بارزة مثل العين والظفرة، وتتميز بتنوعها العمراني والثقافي، فضلاً عن كونها موطناً لمؤسسات سيادية بارزة.

أما دبي، فهي القلب الاقتصادي النابض للدولة، إذ تمتد على مساحة تبلغ نحو 544 كيلومتراً مربعاً، ويعيش فيها ما يقارب أربعة ملايين نسمة، لتكون الأكثر كثافة سكانية بين الإمارات، وقد تحولت إلى مركز عالمي للتجارة والسياحة والمال، بما تحتضنه من معالم بارزة أبرزها برج خليفة، أعلى برج في العالم، وجزيرة النخلة التي تعد من أهم المشاريع العمرانية الحديثة.

وتبرز الشارقة كعاصمة الثقافة والفنون في الإمارات، حيث تمتاز بتاريخها العريق ومكانتها الفكرية، وقد حصلت على ألقاب دولية عدة منها “المدينة الصحية” من منظمة الصحة العالمية، وتغطي مساحة تبلغ 235 كيلومتراً مربعاً، ويعيش فيها نحو 1.8 مليون نسمة، مما يجعلها إحدى الإمارات المؤثرة ثقافياً واجتماعياً.

من جهتها، تعد رأس الخيمة من الإمارات ذات الطبيعة الجغرافية المتنوعة، إذ تمتد على مساحة تصل إلى نحو 2,454 كيلومتراً مربعاً، ويقطنها حوالي 400 ألف نسمة، وتتميز بجبالها وسواحلها الخصبة، إلى جانب موقعها الاستراتيجي القريب من سلطنة عمان، مما يمنحها دوراً بارزاً في الحركة التجارية واللوجستية.

وفي المقابل، تُعرف عجمان بأنها أصغر الإمارات من حيث المساحة، غير أنها تشهد نمواً عمرانياً متسارعاً يواكب نهضة الدولة، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، فيما يمثل ميناؤها جزءاً حيوياً من النشاط التجاري البحري في المنطقة، وهو ما يعزز من دورها الاقتصادي رغم مساحتها المحدودة.

أما الفجيرة، فهي الإمارة الوحيدة المطلة على خليج عمان، مما يمنحها أهمية استراتيجية مميزة، وتمتد مساحتها بين 1,166 و1,450 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 317 ألف نسمة، كما تشتهر بطبيعتها الجبلية وسواحلها البكر، الأمر الذي يجعلها وجهة سياحية بارزة لمحبي الطبيعة والهدوء.

وفي النهاية، تأتي أم القيوين كأصغر الإمارات من حيث عدد السكان الذي يتراوح بين 60 و72 ألف نسمة، فيما تبلغ مساحتها نحو 780 كيلومتراً مربعاً، وتشتهر بالأنشطة البحرية والصيد، كما تركز على تطوير الاقتصاد الأزرق وحماية البيئة البحرية، بما يعزز مكانتها في المستقبل ضمن خطط التنمية المستدامة.

لقد استطاعت الإمارات، عبر هذه المنظومة المتكاملة من الإمارات السبع، أن تقدم نموذجاً فريداً للوحدة والتنمية، وأن ترسخ مكانتها كدولة عصرية توازن بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على العالم، لتظل تجربة ملهمة في المنطقة العربية والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى