تقرير دولي يكشف صعود السياحة الخليجية عالمياً
أظهر تقرير حديث نشرته صحيفة “التليغراف” استنادًا إلى بيانات منظمة السياحة العالمية، أن دول الخليج تشهد طفرة سريعة في قطاع السياحة، لتتحول إلى وجهات مزدهرة تجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، متفوقة في معدلات النمو على العديد من الوجهات السياحية التقليدية المعروفة.
وأشار التقرير إلى أن قطر سجلت أعلى نسب النمو عالميًا، حيث ارتفعت أعداد السياح الوافدين إليها بنسبة 138% مقارنة بعام 2019، وهو ما جعلها الوجهة الأسرع نموًا على مستوى العالم، متقدمة على دول مثل النرويج ومالطا وموريشيوس وجامايكا. ويرجع ذلك إلى الاستثمار المتواصل في البنية التحتية السياحية، وتنوع المتاحف والمطاعم والفنادق العالمية، إضافة إلى الجاذبية التي صنعتها البطولات الرياضية والفعاليات الدولية.
كما سلط التقرير الضوء على دول خليجية أخرى، مثل البحرين التي حققت زيادة بنسبة 72% في عدد الزائرين، فيما سجلت المملكة العربية السعودية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 69.6%، نتيجة لجهودها في فتح قطاعات جديدة للسياحة، وتبني استراتيجيات تهدف إلى جعلها أحد أهم الوجهات الثقافية والدينية والترفيهية. هذه الطفرة تعكس التحولات الاقتصادية في المنطقة، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط.
في المقابل، تناول التقرير تجربة السلفادور التي كانت قبل عقد من الزمن واحدة من أخطر دول العالم، حيث بلغ معدل جرائم القتل 106.3 لكل مئة ألف نسمة، إلا أن السياسات الأمنية الصارمة التي تبناها الرئيس نجيب بقيلة ساهمت في خفض المعدل إلى 1.9 فقط، وهو ما جعل البلاد أكثر أمانًا من بريطانيا نفسها، ورفع نسبة السياحة بنسبة 80% بين عامي 2019 و2024.
وأوضح التقرير أن دولًا أوروبية مثل ألبانيا شهدت أيضًا نموًا سريعًا في قطاع السياحة بنسبة 84.3%، مما جعلها منافسة قوية لجارتها كرواتيا، إلا أن بعض هذه الوجهات الأوروبية بدأت تواجه حركات مناهضة للسياحة بسبب اعتراضات السكان المحليين على الأعداد المتزايدة من الزوار، وما يرافق ذلك من ارتفاع أسعار الخدمات، وفرض ضرائب إضافية على السياح مقارنة بالمواطنين.
وعلى الجانب الآخر، أشار التقرير إلى تباطؤ السياحة في بريطانيا، حيث انخفض عدد الزوار إلى 37.2 مليون عام 2023، بتراجع نسبته 5.6% عن عام 2019، إلى جانب انخفاض إنفاق السياح بنسبة 8%. وأرجع التقرير هذا التراجع إلى ارتفاع تكاليف الإقامة والمطاعم، وزيادة رسوم التأشيرات، وإلغاء ميزة التسوق المعفي من الرسوم، إضافة إلى مشاكل النقل العام وارتفاع معدلات جرائم السكاكين.
في ضوء هذه الأرقام، يتضح أن منطقة الخليج أصبحت لاعبًا محوريًا في خريطة السياحة العالمية، مستفيدة من استراتيجياتها التنموية الطموحة، في وقت تتراجع فيه بعض الوجهات الأوروبية التقليدية بسبب التحديات الاقتصادية والاجتماعية.





