نهاية حزينة لمتنزه ألماني سبعيني ضل طريقه في جبال إيطاليا

شهدت مقاطعة جنوب تيرول الإيطالية حادثا مأساويا بعد العثور على جثة رجل ألماني يبلغ من العمر 77 عاما، كان في رحلة تنزه فردية بين جبال المنطقة، حيث فقد أثره منذ أيام، قبل أن تؤكد فرق الإنقاذ وفاته في واد قريب من قرية زيوسي السياحية.

وبحسب السلطات المحلية، بدأ البحث عن الرجل بعد أن أبلغت أسرته عن اختفائه يوم الأربعاء الماضي، إذ شوهد لآخر مرة في أحد المتاجر بالمنطقة، ولم يعد بعدها إلى مقر إقامته، ما دفع فرق الإنقاذ لشن عمليات مكثفة للعثور عليه، مستخدمة طائرات مروحية وكلابا مدربة، إلى جانب مشاركة رجال الإطفاء وعناصر الشرطة.

استمرت عمليات البحث ثلاثة أيام متواصلة، وشملت مسارات جبلية وعرة، حتى تم تحديد موقع الجثة في واد منخفض يصعب الوصول إليه، حيث يعتقد أن الرجل ضل طريقه وسقط أثناء تنقله بمفرده في مسار شديد الانحدار، وقد تولت فرق الإنقاذ الجوية نقل الجثة بعد التأكد من وفاته.

وتعد جنوب تيرول، التي تقع شمال إيطاليا وتتميز بجبال الألب الخلابة، من أبرز الوجهات السياحية للألمان، إذ يفضلها الآلاف سنويا لقضاء عطلاتهم بفضل قربها الثقافي واللغوي، كون غالبية سكانها يتحدثون الألمانية، إلى جانب جمال الطبيعة وتنوع الأنشطة الجبلية التي توفرها.

ويرى مراقبون أن الحادث يعكس المخاطر التي قد يتعرض لها المتنزهون كبار السن عند السفر بمفردهم في تضاريس جبلية معقدة، حيث ينصح الخبراء باتباع مسارات محددة وتجنب الخروج منفردين، إضافة إلى ضرورة حمل معدات سلامة وهواتف اتصال تعمل في المناطق النائية لتفادي مثل هذه الحوادث.

وأكدت الشرطة الإيطالية أن التحقيقات الأولية لا تشير إلى وجود أي شبهة جنائية وراء الحادث، بل يرجح أن الوفاة كانت نتيجة سقوط عرضي، في حين أشارت تقارير محلية إلى أن الرجل كان يتمتع بصحة جيدة، لكنه لم يتمكن من مواجهة طبيعة المسار الصعب الذي اختاره.

وقد أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان وقائع مشابهة شهدتها مناطق جبلية أوروبية خلال الأعوام الماضية، حيث تعرض العديد من المتنزهين إلى حوادث سقوط أو فقدان بسبب سوء الأحوال الجوية أو صعوبة التضاريس، الأمر الذي يدفع السلطات بشكل مستمر إلى تذكير السياح بقواعد السلامة.