وجهات سياحية

أكثر من مجرد رقصة تانغو.. الأرجنتين أرض الفضة تطل بكنوزها الطبيعية والاقتصادية

تقع الأرجنتين في أقصى جنوب القارة الأمريكية، حيث تتشارك حدودها مع تشيلي غرباً، وتتلاقى مع بوليفيا وباراغواي شمالاً، وتحتضن البرازيل والأوروغواي من الشمال الشرقي، وتطل على المحيط الأطلسي شرقاً. هذه الدولة الشاسعة التي تمتد على مساحة 2.78 مليون كيلومتر مربع، يسكنها حوالي 46 مليون نسمة، وتعد واحدة من أغنى دول المنطقة ثقافياً وطبيعياً واقتصادياً.

عاصمة الأرجنتين وأكبر مدنها هي بوينس آيرس، التي تشكل قلب الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، وتتبعها مدن رئيسية أخرى مثل قرطبة وروزاريو ولابلاتا. ويعود اسم الأرجنتين إلى الكلمة اللاتينية “أرجنتوم” التي تعني الفضة، وهو اسم أطلقه عليها المستعمرون الإسبان في القرن السادس عشر بعد اكتشافهم كميات هائلة من هذا المعدن الثمين. وعلى الرغم من أن البلاد توقفت عن إنتاج الفضة بعد استقلالها عن إسبانيا عام 1816، إلا أنها حافظت على مكانتها كواحدة من أكبر منتجي ومصدري الفضة في العالم.

تشتهر العاصمة بوينس آيرس بشارعها الرئيسي، أفينيدا 9 دي خوليو، الذي يُخلد ذكرى يوم الاستقلال الأرجنتيني. يُعد هذا الشارع الأعرض في العالم، حيث يبلغ عرضه 140 متراً، ويستوعب 16 مساراً مرورياً، ويضم العديد من المعالم التاريخية والأثرية الهامة، مثل المسلة الشهيرة “أوبيليسكو”.

لا تقتصر ثروة الأرجنتين على الفضة فحسب، بل تمتد لتشمل قطاع الماشية، حيث تُعد موطناً لأكثر من 14 مليون رأس من الماشية، مما يضعها في قائمة أكبر الدول التي تمتلك ثروة حيوانية. وتُعرف الأرجنتين عالمياً بجودة لحوم الأبقار التي تُعد مصدراً رئيسياً للتصدير، وتحظى بتقدير كبير في الأسواق الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد الأرجنتين من الدول الرائدة في إنتاج الكينوا، وهي حبوب غنية بالبروتين والمغذيات، بالإضافة إلى الليمون، حيث تنتج أكثر من 20% من الإنتاج العالمي، مما يجعلها أكبر منتج لليمون في نصف الكرة الجنوبي. وتُعتبر أيضاً من أكبر مصدري فول الصويا في العالم، وتنافس في هذه الفئة دولاً كبرى مثل البرازيل والولايات المتحدة وكندا.

تتميز الأرجنتين بتنوعها البيولوجي الفريد، حيث تحتضن منطقة باتاغونيا أكبر عدد من طيور البطريق الماجلاني في العالم. كما تُعتبر شلالات إغوازو، التي تقع على الحدود مع البرازيل وباراغواي، من العجائب الطبيعية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. . تُعرف هذه الشلالات بأنها الأكبر من نوعها في العالم، حيث تضم 275 شلالاً فردياً تمتد على مسافة ميلين، مما يوفر مناظر طبيعية خلابة.

وعلى الصعيد العلمي والأكاديمي، تُفخر الأرجنتين بحصولها على خمس جوائز نوبل، وهو رقم لم تحققه أي دولة أخرى في أمريكا اللاتينية. تُعزز هذه الإنجازات مكانة الأرجنتين كدولة رائدة في المنطقة، وتُبرز مساهماتها الكبيرة في مختلف المجالات، من الاقتصاد والزراعة إلى العلوم والأدب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى