كيف تتحول لحظة فنية عابرة إلى ذاكرة باقية تحت سماء العُلا الخالدة؟
تستعد محافظة العُلا لتزيين سمائها ومواقعها التاريخية بفعاليات استثنائية بمناسبة اليوم الوطني السعودي، حيث يعود الحدث الموسيقي “أَزْمِث” ليحمل جمهوره في رحلة تمتد حتى شروق الشمس، جامعاً بين الإيقاعات المعاصرة وروح المكان العريق. ويقام الحدث يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من سبتمبر في قلب واحة العُلا، تحت شعار “حتى شروق الشمس”، ضمن تقويم لحظات العُلا الذي أضحى علامة مميزة في الأنشطة الثقافية والسياحية بالمنطقة.
ويعتمد “أَزْمِث” على خلق تجربة حسية متكاملة، حيث تتداخل الموسيقى والضوء في عروض غامرة تمتد من السابعة مساءً حتى الثامنة صباحاً، لتتحول الليلة إلى لوحة نابضة تجمع بين التاريخ والحاضر. وتشتمل الفعالية على مساحات فنية مبتكرة، وتجارب طهي تحمل لمسات محلية وعالمية، إلى جانب أنشطة إبداعية تمنح الزائر فرصة الانغماس في عالم متنوع من المتعة والثقافة.
ولا تقتصر تجربة العُلا على الفنون فحسب، إذ توفر للزوار أنشطة فلكية فريدة تحت سماء معتمدة من منظمة “دارك سكاي”، بما يتيح لهم مراقبة النجوم والكواكب بعيداً عن أضواء المدن. كما تنظم جولات عند الغروب وزيارات تعريفية لأبرز معالمها التراثية، مثل موقع الحِجر المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ومدينة دادان القديمة، وجبل عِكمة بما يحويه من نقوش ورسوم صخرية تعكس حضارة ضاربة في أعماق التاريخ.
ويحظى مسرح «مرايا» بمكانة خاصة ضمن الفعاليات، كونه أكبر مبنى مكسو بالمرايا في العالم، حيث يقدم للزوار تجربة بصرية مدهشة تضيف بعداً جمالياً للمشهد العام، وتجعل من الزيارة فرصة لا تُنسى.
كما تكتمل التجربة السياحية بخيارات ضيافة متنوعة تشمل مطاعم راقية تقدم أطباقاً عالمية الطابع، وعربات طعام تتيح للزوار أجواء أكثر حيوية، إلى جانب تسهيلات النقل التي تضمن سهولة الوصول إلى الفعاليات من خلال رحلات مباشرة ووسائل تنقل داخلية متعددة، بما يعكس حرص المنظمين على توفير تجربة شاملة ومتكاملة.
ويأتي هذا الحدث ليؤكد مكانة العُلا كوجهة سياحية وثقافية عالمية، حيث يلتقي فيها الماضي بالحاضر في تناغم نادر، يفتح المجال أمام زوارها ليعيشوا لحظات استثنائية تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة وروعة الفنون. ومع كل عام، تثبت العُلا أنها ليست مجرد موقع تراثي، بل فضاء متجدد للابتكار والإبداع، يضيف بُعداً جديداً لاحتفال المملكة بيومها الوطني.





