طيران

هل تعود دمشق لتكون بوابة مفتوحة في خرائط السفر الإقليمية من جديد؟

تستعد الاتحاد للطيران لإعادة إحياء خط مباشر طال انتظاره بين أبوظبي ودمشق، في خطوة تحمل بين طياتها بعدًا اقتصاديًا وثقافيًا يعيد ربط العاصمتين بعد غياب تجاوز العقد من الزمن. ومن المقرر أن تبدأ أولى الرحلات في يونيو 2026، لتعيد العاصمة السورية إلى موقعها على جدول الرحلات الإقليمية، وتمنح المسافرين فرصة استكشاف مدينة عريقة لطالما شكلت وجهة رئيسية في الشرق الأوسط.

تسير الشركة الناقلة أربع رحلات أسبوعيًا أيام الاثنين والأربعاء والجمعة والسبت، حيث ستغادر الرحلة من مطار زايد الدولي في أبوظبي عند التاسعة والربع صباحًا، لتصل إلى مطار دمشق الدولي بحلول الحادية عشرة والنصف صباحًا، فيما تنطلق رحلة العودة من دمشق عند الثالثة عصرًا لتصل إلى أبوظبي عند السابعة مساءً، لتتيح جداول زمنية مناسبة تلبي احتياجات رجال الأعمال والسياح على حد سواء.

تُشغل هذه الخدمة بطائرة من طراز إيرباص A320، مزودة بثمانية مقاعد لدرجة الأعمال و150 مقعدًا في الدرجة الاقتصادية، ما يمنح المسافرين مزيجًا من الراحة والعملية، ويعكس في الوقت ذاته التوجه المدروس للشركة في اختيار الطائرات المناسبة لوجهات إقليمية واعدة.

تقع دمشق على ضفاف نهر بردى، وتتميز بتاريخها الممتد عبر قرون طويلة، وتضم معالم بارزة مثل المسجد الأموي الكبير وأسواقها الشعبية القديمة، الأمر الذي يجعلها وجهة ذات قيمة سياحية وروحية وثقافية فريدة. هذه العودة تعيد فتح الباب أمام السياحة والسفر نحو مدينة تصنف ضمن أقدم المدن المأهولة في العالم، وتستقطب الزوار الباحثين عن مزيج من الأصالة والتراث.

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الاتحاد للطيران الرامية إلى توسيع نطاق حضورها الإقليمي، حيث سبق أن أعلنت عن إطلاق ست رحلات مباشرة أسبوعية إلى المدينة المنورة اعتبارًا من نوفمبر 2025، في إطار تعزيز الاتصال بين أبوظبي والمدن الرئيسية في المنطقة، وترسيخ دور مطار زايد الدولي كمحور رئيسي للربط العالمي.

يُنتظر أن يسهم خط أبوظبي – دمشق في تسهيل حركة المسافرين السوريين عبر شبكة الاتحاد العالمية، إذ يتيح لهم الوصول بسهولة إلى وجهات في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، بفضل رحلات الربط السلسة التي تميز عمليات الشركة. هذه الإمكانية ستفتح مجالات أوسع أمام الطلاب والعمال ورجال الأعمال، كما ستعزز فرص التجارة والسياحة بين البلدين.

أكد أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، أن هذه الخطوة تأتي استجابة للنمو المتواصل في العلاقات التجارية بين الإمارات وسوريا، بالإضافة إلى مساهمات المجتمع السوري في دعم ازدهار الإمارات، مشيرًا إلى أن الرحلات الجديدة ستعزز الروابط الاجتماعية والثقافية وتضيف بُعدًا اقتصاديًا جديدًا.

تغطي شبكة الاتحاد للطيران في الوقت الراهن 81 وجهة، مع خطط للتوسع إلى 90 وجهة بنهاية 2025، ضمن خطة تتضمن 27 مسارًا جديدًا لهذا العام، تشمل مدنًا مثل باكو وألماتي وتبليسي وطشقند ويريفان وبوخارست. وتستهدف الشركة مضاعفة أسطولها وعدد ركابها بحلول عام 2030، عبر تشغيل 200 طائرة ونقل أكثر من 38 مليون مسافر سنويًا، مما يعزز مكانتها كإحدى أسرع شركات الطيران نموًا في المنطقة.

تجسد عودة خط أبوظبي – دمشق مزيجًا من الطموح التجاري والرؤية الاستراتيجية، فهي ليست مجرد رحلة جديدة على الخريطة، بل جسر يعيد وصل علاقات ممتدة عبر التاريخ، ويعيد لمدينة دمشق حضورها في مشهد السفر الإقليمي، بما تحمله من إرث حضاري ورصيد إنساني يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى