4 ملايين شجرة تعيد رسم المشهد الطبيعي في قلب محمية الملك سلمان
أثمرت الجهود المكثفة لهيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية عن إنجاز بيئي لافت تمثل في غرس أربعة ملايين شجرة داخل نطاق المحمية، وهو ما يشكل خطوة بارزة نحو استعادة التوازن الطبيعي للأنظمة البيئية وتعزيز الغطاء النباتي، وجاء هذا الإنجاز متزامنًا مع اليوم العالمي للزراعة الذي يسلط الضوء على أهمية الاستدامة وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
ونفذت الهيئة مبادرات متعددة كان أبرزها نثر نحو سبعة آلاف وخمسمائة كيلوغرام من البذور المحلية داخل الغابات والمراعي لدعم عمليات التجديد الطبيعي، إذ تسهم هذه الخطوة في تعزيز إنبات النباتات المتكيفة مع طبيعة المنطقة، كما أطلقت ثمانية مشاريع استزراع كبرى تهدف إلى إحياء مناطق مختارة بعناية تعد أولوية في خطط المحافظة على التنوع البيولوجي.
وتمكنت المحمية من إعادة تأهيل ما يقارب سبعمائة وخمسين ألف هكتار من الأراضي التي تعرضت للتدهور بفعل التصحر أو الرعي الجائر، في الوقت الذي تعمل فيه على استصلاح مساحات واسعة لإعادتها إلى حالتها الطبيعية، حيث تضم المحمية أكثر من خمسمائة وخمسين نوعًا من النباتات التي تمثل رصيدًا بيئيًا يحتاج إلى رعاية وضمان استدامته للأجيال القادمة.
وتعكس هذه الجهود التزام الهيئة بتحويل المحمية إلى نموذج عالمي في الإدارة المستدامة للمناطق الطبيعية، إذ تركز استراتيجيتها على حماية التنوع البيولوجي وتبني مشاريع طويلة الأمد تضمن استمرارية النتائج، ويأتي ذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي تضع البيئة ضمن أولوياتها وتعمل على مكافحة التصحر والحد من الانعكاسات السلبية للتغير المناخي.
ويبرز هذا المشروع الضخم كأحد المبادرات البيئية الرائدة في المنطقة، حيث يجمع بين الاستزراع المباشر وإعادة التأهيل الطبيعي لضمان عودة التوازن البيئي، ويعكس أيضًا التكامل بين الجهود البحثية والميدانية التي تبنتها الجهات المشاركة، مما أسهم في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
ويؤكد القائمون على هذه المشاريع أن العمل لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيمتد نحو تعزيز الرقابة المستمرة وضمان حماية الموارد الطبيعية من أي ممارسات تهددها، بما يضمن استدامة الجهود البيئية وتحويل المحمية إلى بيئة حية تنبض بالتنوع وتوفر موئلًا آمنًا للكائنات الحية.





