شيامن الصينية تكسر حدود المسافات برحلة جوية تاريخية جديدة
أطلقت شركة شيامن إيرلاينز الصينية رحلة جديدة وُصفت بأنها الأطول في تاريخ الطيران التجاري، حيث تربط بين مطار جون إف. كينيدي في نيويورك ومدينة فوشو الواقعة في جنوب شرق الصين، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا في سباق شركات الطيران نحو تعزيز الربط المباشر بين الشرق والغرب، إذ تستغرق الرحلة نحو تسع عشرة ساعة وعشرين دقيقة دون توقف، ما يجعلها تتجاوز الرقم القياسي الذي كانت تحمله الرحلات السنغافورية السابقة.
اختارت الشركة لهذا المسار طائرة بوينغ 787 دريملاينر لما تتمتع به من كفاءة عالية في استهلاك الوقود وسعة مريحة للركاب في الرحلات الطويلة، إذ تُعرف هذه الطائرة بقدرتها على التحليق لمسافات بعيدة دون الحاجة للتزود بالوقود، إضافة إلى تصميم داخلي يقلل من آثار الإرهاق ويعزز الراحة أثناء الرحلات العابرة للقارات، ما يجعلها الخيار الأمثل لتحدٍ كهذا.
تسعى شيامن إيرلاينز من خلال هذه الخطوة إلى ترسيخ موقعها ضمن أبرز الشركات الآسيوية العاملة في النقل الجوي البعيد المدى، كما تهدف إلى تعزيز شبكة رحلاتها الدولية وربط المدن الصينية الكبرى بنقاط رئيسية في الولايات المتحدة، في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي انتعاشًا تدريجيًا بعد فترات من التباطؤ، مع عودة الطلب القوي على الرحلات المباشرة بين آسيا وأمريكا الشمالية.
أكدت الشركة في بيانها أن هذا المسار الجديد جاء استجابة لحاجة متزايدة لدى المسافرين من رجال الأعمال والجاليات الصينية المقيمة في أمريكا إلى خطوط مباشرة توفر الوقت وتجنب عناء التوقف في مطارات وسيطة، مشيرة إلى أن الرحلة ستُسهم في دعم التبادل التجاري والثقافي بين البلدين، خاصة مع الموقع الاقتصادي المهم لكل من فوشو ونيويورك في مجالي المال والتجارة.
أوضح متحدث باسم الشركة أن الرحلة تمثل نقلة في استراتيجية التوسع التي تتبناها شيامن إيرلاينز، إذ تركز على تحسين تجربة المسافرين عبر خدمات راقية تشمل أنظمة ترفيه حديثة ومقاعد قابلة للاستلقاء بالكامل في درجة رجال الأعمال، إلى جانب وجبات مُعدة خصيصًا لرحلات المسافات الطويلة، وطاقم مدرب على التعامل مع احتياجات الركاب خلال أكثر من تسع عشرة ساعة من التحليق المتواصل.
يمثل هذا الإنجاز إضافة نوعية لقطاع الطيران الصيني الذي يشهد تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة، إذ تسعى شركات الطيران في البلاد إلى منافسة نظيراتها العالمية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتحسين كفاءة التشغيل، كما يعكس المشروع الطموح رغبة الصين في تعزيز مكانتها كمركز رئيسي لحركة الطيران الدولي وربط القارات عبر خطوط مباشرة تمتد إلى أقصى الغرب.
تفتح هذه الرحلة فصلًا جديدًا في مفهوم السفر الجوي الطويل المدى، إذ تثبت أن التطور التقني في صناعة الطيران بات قادرًا على تجاوز القيود السابقة في المسافة والمدة، وتمنح الركاب تجربة استثنائية تجمع بين السرعة والراحة في آن واحد، وهو ما يعيد رسم خريطة الرحلات العابرة للمحيطات بطريقة أكثر كفاءة واتصالًا بالعالم.





