لبنان يتصدر إنفاق السياح عربياً وتونس في ذيل القائمة
أظهرت بيانات صادرة عن منظمة السياحة العالمية لعام 2024 تفوق لبنان في متوسط إنفاق السائح العربي، بعدما بلغ متوسط ما ينفقه السائح في رحلته نحو 4,115 دولارًا، فيما جاءت تونس في المرتبة الأخيرة بـ275 دولارًا فقط، بينما احتلت البحرين المركز الثامن عربيًا بمعدل إنفاق بلغ 561 دولارًا لكل زائر، وهو ما يعكس تباين مستويات السياحة والقدرة الشرائية في المنطقة.
وجاء هذا التصنيف وفقًا لمنهجية منظمة السياحة العالمية التي تعتمد على حساب إجمالي المبلغ الذي يصرفه الزائر الدولي خلال فترة إقامته داخل الدولة، منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته، شاملاً النفقات على الإقامة والطعام والمواصلات الداخلية والتسوّق والأنشطة الترفيهية، ما يجعل المؤشر مرجعًا دقيقًا لقياس الأداء الاقتصادي للقطاع السياحي في كل دولة.
واحتلت قطر المركز الثاني عربيًا بمتوسط إنفاق بلغ 1,717 دولارًا للسائح الواحد، تلتها الأردن بمعدل 1,386 دولارًا، ثم السعودية بـ1,378 دولارًا، في حين سجلت مصر متوسطًا قدره 972 دولارًا، والمغرب 650 دولارًا، والبحرين 561 دولارًا، وأخيرًا تونس بـ275 دولارًا، وهو فارق كبير يعكس تنوع البنى السياحية والسياسات التسويقية بين الدول العربية.
وعكست نتائج البحرين خصوصية نمط السياحة فيها، إذ أظهرت أن متوسط الإنفاق المنخفض نسبيًا يرتبط بطبيعة الزيارات القصيرة والسريعة التي يفضلها السياح، لا سيما القادمين من دول الخليج المجاورة، حيث تعد البحرين وجهة مثالية لقضاء عطلات نهاية الأسبوع أو المشاركة في الفعاليات الترفيهية، ما يفتح أمامها فرصًا لتطوير تجارب سياحية أكثر عمقًا واستدامة.
وتسعى البحرين خلال السنوات الأخيرة إلى تعزيز موقعها السياحي عبر استثمارات متنامية في قطاعات الترفيه والثقافة والضيافة، مع التركيز على استقطاب الزوار من المنطقة العربية، من خلال فعاليات عالمية مثل سباقات الفورمولا 1 ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى، إضافة إلى دعم السياحة التاريخية عبر الترويج للمواقع الأثرية مثل قلعة البحرين ومتحفها الوطني.
ويؤكد خبراء السياحة أن البحرين تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتحقيق قفزة نوعية في متوسط الإنفاق السياحي مستقبلاً، إذا ما واصلت تطوير العروض السياحية المتنوعة، وربطها بتجارب ثقافية وتجارية متكاملة، بما يعزز من مكانتها كوجهة خليجية مفضلة تجمع بين الحداثة والتاريخ، وتنافس بقوة في السوق الإقليمي للسياحة القصيرة والفعاليات الكبرى.





