أوروبا تستعد لإطلاق واحد من أطول خطوط القطارات الليلية المنتظمة
تستعد أوروبا لإطلاق واحد من أطول خطوط القطارات الليلية المنتظمة في شمال القارة ووسطها، إذ أعلنت هيئة السياحة السويسرية عن بدء تشغيل خط جديد يربط مدينة مالمو السويدية بمدينة بازل السويسرية مروراً بعدة دول أوروبية، في خطوة تهدف إلى تعزيز مفهوم السفر المستدام وتقليل الاعتماد على الطيران داخل القارة.
يبدأ تشغيل الخط الجديد في أبريل من العام المقبل، بواقع ثلاث رحلات أسبوعياً في كل اتجاه على مدار العام، وفق ما أكدته هيئة السياحة السويسرية، التي أوضحت أن المشروع يُنفذ بالتعاون بين شركة السكك الحديدية السويسرية (SBB) والشركة الألمانية (RDC German)، في إطار خطة أوروبية أوسع لإعادة إحياء القطارات الليلية كوسيلة مريحة وفعالة وصديقة للبيئة.
يمر القطار عبر كوبنهاغن وأودنسي في الدنمارك، ثم يتجه إلى هانوفر وفرانكفورت في ألمانيا قبل أن يصل إلى مدينة بازل، ليشكل بذلك مساراً سياحياً وسككياً يمتد عبر أربع دول أوروبية، ويربط بين شمال أوروبا ووسطها بطريقة عملية تجمع بين الراحة والاستدامة، كما أشار موقع Klimatgranskaren السويدي.
تؤكد التقارير أن المشروع يأتي في وقت تسعى فيه الحكومات الأوروبية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الرحلات الجوية القصيرة، وتعزيز بدائل النقل الصديقة للبيئة، حيث تزايد الطلب في السنوات الأخيرة على القطارات الليلية التي توفر إمكانية السفر بين المدن الكبرى أثناء النوم، ما يوفر الوقت ويقلل من الأثر البيئي.
ويُتوقع أن يشكل الخط الجديد بديلاً مهماً بعد إعلان شركة SJ السويدية نيتها إيقاف رحلاتها الليلية إلى برلين بحلول أغسطس 2026، الأمر الذي أثار قلق المسافرين الذين يعتمدون على هذا المسار، خاصة أولئك الذين يفضلون السفر عبر القطارات بدلاً من الطيران، سواء لأسباب بيئية أو اقتصادية أو راحة شخصية.
ويمثل هذا المشروع امتداداً لمبادرات أوروبية متزايدة تهدف إلى ربط المدن الكبرى بشبكات قطارات ليلية جديدة، مثل الخط الذي دشنته شركة ÖBB النمساوية بين فيينا وباريس عام 2021، وخط براغ إلى زيورخ الذي أعيد تشغيله مؤخراً، ما يعكس توجه أوروبا نحو إعادة إحياء السفر الليلي بالقطارات بعد سنوات من التراجع.
وتسعى شركات السكك الحديدية الأوروبية من خلال هذه المشروعات إلى تعزيز تجربة المسافرين عبر تقديم عربات مجهزة للنوم ومرافق محدثة وخدمات أكثر راحة، بما يتماشى مع تطلعات المسافرين الجدد الذين يبحثون عن توازن بين الراحة والوعي البيئي، ما يجعل القطار الليلي خياراً متجدداً للسفر عبر القارة.





