مزاد نادي الصقور يتجاوز 4.5 مليون ريال بمبيعات قياسية
حقق مزاد نادي الصقور السعودي لعام 2025 مبيعات تجاوزت 4.5 مليون ريال، مع ختام ليلته الثامنة عشرة التي شهدت تنافسًا واسعًا بين الصقارين والهواة والمستثمرين في مقره بملهم شمال مدينة الرياض، ليؤكد المزاد مكانته كأكبر حدث متخصص في صقور الطرح المحلي على مستوى المنطقة، ومؤشرًا متصاعدًا على ازدهار هذا القطاع التراثي والاقتصادي في المملكة.
وسجل المزاد بيع 28 صقرًا من نوع “الشاهين”، التي تم طرحها على أرض المملكة خلال موسم الطرح السنوي الممتد من الأول من أكتوبر حتى نهاية نوفمبر، بإجمالي بلغ 4 ملايين و592 ألف ريال، وسط حضور لافت من الصقارين والمشترين من مختلف مناطق المملكة والخليج، الذين تابعوا عروض الصقور المميزة في أجواء من الحماس والاهتمام التراثي والاقتصادي الكبير.
وتصدر “فرخ الشاهين” الذي تم طرحه قرب الحصاحيص في منطقة جازان قائمة الصقور الأعلى قيمة بعد بيعه بمبلغ 361 ألف ريال، يليه طرح الحدود الشمالية المعروف باسم “أم خنصر” والذي بلغت قيمته 360 ألف ريال، ثم “صقر الرملة” بمبلغ 308 آلاف ريال، وأخيرًا طرح الحنو الذي وصل سعره إلى 301 ألف ريال، في مزاد شهد صفقات نوعية تعكس ارتفاع جودة الصقور المعروضة ومستوى الاهتمام بها.
ويُعد مزاد نادي الصقور السعودي حدثًا سنويًا فريدًا مخصصًا لصقور الطرح المحلي فقط، أي الصقور التي يتم صيدها داخل حدود المملكة خلال موسم الطرح، حيث يقتصر المزاد على فئة فرخ الشاهين البحري المهاجر، مع الالتزام بعدم إقامة مزادات لأنواع “الشاهين القرناس” أو “الصقر الحر”، حفاظًا على استدامتها وضمان استمرار توازن الأنواع البرية وحمايتها من الصيد الجائر.
ويهدف النادي من خلال هذا المزاد إلى تطوير معايير بيع الصقور في المملكة وتنظيم آلية تداولها بطريقة احترافية وآمنة، تعزز ثقة الصقارين والمستثمرين، وتحد في الوقت ذاته من الممارسات العشوائية التي كانت تؤثر سلبًا على هذا المجال التراثي الدقيق. كما يسعى النادي إلى دعم جهود المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض من الصقور، عبر برامج توعوية مرافقة تشرح أهمية المحافظة على التنوع البيئي وضبط عمليات الصيد والتجارة.
وتُعَد هذه النسخة من المزاد امتدادًا لنجاحات النادي في السنوات الماضية، التي أسهمت في ترسيخ ثقافة الاستثمار المنظم في مجال الصقور، وتحويل الهواية القديمة إلى صناعة متكاملة توازن بين التراث والاقتصاد والاستدامة. ويُتوقع أن تتواصل المبيعات في الأيام المقبلة مع ازدياد وتيرة المشاركات وتنوع العروض القادمة من مختلف مناطق المملكة، ما يعزز موقع المزاد كمحرك رئيسي لتجارة الصقور في المنطقة العربية.
وبهذا النجاح، يؤكد نادي الصقور السعودي دوره الريادي في الحفاظ على هذا الموروث الأصيل، وفي دعم الصقارين السعوديين وتمكينهم من المنافسة عالميًا، من خلال أسواق منظمة تحافظ على أصالة الهواية وتفتح آفاقًا جديدة للنمو في هذا القطاع الحيوي.





