الأخبار

عائشة المشوي.. ريادة إماراتية تبرز قصة مرشدة صنعت حضوراً سياحياً وثقافياً عالمياً

قدّمت الإمارات خلال العقدين الماضيين نماذج ملهمة في مجالات السياحة والثقافة، وكانت عائشة المشوي واحدة من أبرز تلك النماذج، إذ صنعت مسيرة مهنية متفردة جعلتها أول مرشدة سياحية في الدولة وأول مرشدة سياحية دولية تمثل الإمارات في المحافل الخارجية، مقدمة صورة متكاملة عن الهوية الوطنية بقيمها وتراثها وعمقها الحضاري، ومؤكدة حضور المرأة الإماراتية في القطاعات التي تتطلب معرفة واسعة وقدرة عالية على التواصل.

برزت المشوي منذ خطواتها الأولى في عالم الإرشاد كسفيرة غير رسمية للتراث الإماراتي، إذ سخّرت معرفتها الدقيقة بالمواقع التاريخية والمعالم الحديثة لتقديم جولات سياحية تدمج الماضي بالحاضر، وتعرّف الزوار بخطوط الهوية الثقافية من خلال سرد غني يتنقل بسلاسة بين الأحداث التاريخية والقصص الإنسانية، ما جعل تجربتها علامة فارقة في هذا القطاع المتنامي.

أثبتت المشوي قدرة لافتة على التعامل مع وفود متنوعة الثقافات، إذ أتاحت لها لغاتها المتعددة وأساليب التواصل المرنة أن تكون واجهة استقبال لكبار الشخصيات والإعلاميين والضيوف الدوليين، كما مثّلت الإمارات في فعاليات خارجية عديدة بصفتها أول مرشدة سياحية دولية، وهو دور عزز حضورها الدولي وقدّم للعالم صورة حضارية متكاملة عن الدولة.

أضافت المشوي إلى خبرتها السياحية بعداً آخر عبر تخصصها في علم الجرافولوجي، وهو ما منحها قدرة أوسع على فهم أنماط الزوار وتحليل سلوكهم وقراءة احتياجاتهم، الأمر الذي انعكس بوضوح على جودة التجارب التي تقدمها خلال الجولات، إذ جمعت بين المعرفة العلمية والمهارات الإنسانية لتطوير أسلوب يقدم السياحة بأسلوب أكثر قرباً وتفاعلاً.

وتجلّى حضورها المهني أيضاً من خلال دورها كمرشد ثقافي في المكتب التنفيذي لمعهد الشارقة للسياحة والضيافة، حيث أسهمت في إعداد محتوى ثقافي وإرشادي يعتمد على الدقة والعمق، وشاركت في تطوير أدلة ومواد تفاعلية تسهم في تعزيز وعي الزوار بالتراث الإماراتي، وتقديمه في صورة حديثة تراعي احتياجات الجمهور المحلي والدولي.

وقدّمت المشوي على امتداد مسيرتها نموذجاً عملياً لقدرة المرأة الإماراتية على قيادة مسارات مهنية معقدة تتقاطع فيها الثقافة والسياحة والبحث والمعرفة، مؤكدة أن العمل المبني على الشغف والتعليم المستمر قادر على خلق تأثير يتجاوز حدود المهنة، ويسهم في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.

وتواصل المشوي اليوم رحلتها المهنية بشغف متجدد، مقدمة نموذجاً ملهماً لجيل جديد من المرشدين والمرشدات، ودليلاً على أن الجمع بين الهوية الوطنية والمهارات الاحترافية يمكن أن يصنع مسيرة تُروى وتستحق التوقف عندها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى