الكويت تسجل قفزة سياحية لافتة تعزز موقعها العربي والعالمي
تظهر بيانات دولية حديثة تقدماً واضحاً في موقع الكويت السياحي خلال عام 2025، إذ تكشف الأرقام التي نشرتها مجلة CEOWORLD عن دخول البلاد قائمة أكبر عشر دول عربية جذباً للزوار.
وتحتل الكويت المركز السابع عربياً والمركز التاسع والأربعين عالمياً بعد استقبالها 8.56 ملايين زائر حتى نهاية سبتمبر الماضي، وتأتي هذه الأرقام ضمن قراءة أشمل لحراك اقتصادي متسارع يدعم قطاعات السياحة والخدمات داخل الدولة.
تؤكد شبكة سي إن إن الأمريكية في تقرير موسع أن هذا النمو لم يأتِ بمعزل عن تطورات اقتصادية ملموسة، وتشير الشبكة إلى توقعات رسمية من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر بارتفاع قيمة القطاع السياحي في الكويت من 522 مليون دولار عام 2021 إلى نحو 1.13 مليار دولار مع نهاية 2025، الأمر الذي يعكس توسعاً في حجم الاستثمار وتزايداً في الإقبال على الأنشطة والخدمات السياحية.
تكشف البيانات أيضاً عن انعكاس هذا النمو على قطاع خدمات الأطعمة داخل الكويت، إذ سجلت إيراداته نحو 3.25 مليارات دولار خلال 2024 وفق منصة سكوتس إنترناشونال، وتشير التوقعات إلى وصوله إلى 4.88 مليارات دولار بحلول 2029 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.4%، ما يعكس توسعاً في سلوك الاستهلاك وارتفاعاً في حجم الطلب المرتبط بحركة الزوار.
تشهد المنطقة العربية عموماً طفرة سياحية واسعة وفق التصنيف ذاته، حيث تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية الأكثر جذباً للسياح في 2025 بعدد زوار بلغ 25.3 مليون زائر، وتليها السعودية بـ20.3 مليون زائر، بينما سجلت المغرب 13.1 مليون زائر ومصر 13.02 مليون زائر، وتظهر البحرين في المركز الخامس بـ11.06 مليون زائر، وتونس بـ9.42 ملايين زائر قبل أن تأتي الكويت في المركز السابع ضمن هذا الترتيب.
يتضح من قراءة القائمة أن دول مجلس التعاون الخليجي تلعب الدور الأبرز في تحريك المشهد السياحي العربي، وتستند هذه الدول إلى بنية تحتية حديثة ومعالم جذب متطورة وإصلاحات تدعم الاستثمار السياحي، وتؤدي هذه البيئة النشطة إلى تعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وتحفيز التجارة وتحسين مؤشرات الارتباط الثقافي والدبلوماسي، ما يجعل السياحة رافداً اقتصادياً مؤثراً في الخطط الوطنية.
تواصل الدول العربية التوسع في استراتيجيات تنويع مصادر الدخل من خلال دعم السياحة، وتحرص على تحويل هذا القطاع إلى محرك اقتصادي قادر على توليد فرص عمل ودعم الأسواق المحلية، ويعكس الحراك الحالي تغيراً في الرؤية العامة نحو السياحة باعتبارها قطاعاً متكاملاً يوازي باقي القطاعات الرئيسية في تأثيره الاقتصادي، وتأتي الكويت ضمن هذا السياق بنمو واضح يعزز موقعها ويهيئها لزيادة حصتها من الزوار في السنوات المقبلة.





