أفضل الدول المناسبة للتقاعد حول العالم
تبحث فئة واسعة من كبار السن عن دول توفر بيئة مستقرة يقضون فيها مرحلة ما بعد العمل، ويزداد هذا البحث كل عام مع توسع رغبة المتقاعدين في الانتقال إلى وجهات تمنحهم خدمات صحية جيدة وتكاليف معيشة مناسبة.
تايلند تستهدف 100 ألف سائح كويتي بفضل التأشيرة الإلكترونية والوجهات الفاخرة
وتعتمد كثير من القرارات على تصنيفات دولية تجمع بيانات واسعة لتحديد الأماكن الأكثر قدرة على تلبية احتياجات هذه الفئة، ويأتي مؤشر مجلة إنترناشونال ليفنج ضمن أكثر هذه المؤشرات تأثيرًا لأنه يعتمد على آراء خبراء ومغتربين يقدمون تقييمات واقعية لطبيعة الحياة في عشرات الدول المتنافسة.
يضع التصنيف معايير دقيقة تشمل تكاليف المعيشة وجودة الرعاية الصحية وإجراءات التأشيرات وتوفر السكن وسهولة الاندماج داخل المجتمع، ويستخدم بيانات تتجاوز 200 خبير يرصدون تغيرات القوانين والظروف الاقتصادية، ويقول المتخصصون إن هذه المؤشرات تساعد المتقاعد على اتخاذ قرار محسوب بدل الاعتماد على الانطباعات العامة، خاصة أن تكاليف الإقامة تمثل العامل الأكثر حساسية لدى من يعيشون على دخل ثابت بعد انتهاء سنوات العمل.
نظرة عامة
تصدرت اليونان قائمة 2026 بفضل البرامج التي تمنح إقامة للمستثمرين الأجانب، ويعتمد البرنامج على شراء عقار بقيمة 250 ألف يورو مما يجعله ضمن أسهل برامج الإقامة الأوروبية، ويوفر النظام الصحي مستوى جيدًا يلقى رضا الوافدين، ويقول مقيمون إن جودة الخدمات اليومية في المدن والجزر توفر شعورًا بالاستقرار، كما أن نمط الحياة الهادئ يجذب فئة واسعة من المقبلين على التقاعد.
تغيير كبير
توضح بيانات المجلة أن صعود اليونان يغير الترتيب الأوروبي الذي كانت البرتغال وإسبانيا تتربعان عليه لسنوات، وتشير جينيفر ستيفنز إلى أن ارتفاع التكاليف في هاتين الدولتين دفع المتقاعدين إلى البحث عن خيارات أقل كلفة وأكثر مرونة في التأشيرات، ويعتمد كثير من الوافدين الجدد على المقارنات بين الإيجارات وأسعار الخدمات الأساسية، وقد أظهرت التحليلات أن الفارق يتسع خلال السنوات الأخيرة مع بقاء بعض الدول عند مستوى مقبول.
خيارات متعددة
تأتي بنما في المركز الثاني بسبب برنامج التقاعد الحكومي الذي يمنح خصومات واسعة تشمل الترفيه والطيران والفواتير الطبية، ويستفيد المتقاعد من تخفيضات تصل إلى 50% في بعض الخدمات مما يجعلها وجهة مفضلة للأمريكيين، وتشير المقارنات الطبية إلى أن تكلفة الإقامة في مستشفى بميامي قد تصل إلى 30 ألف دولار بينما لا تتجاوز 3200 دولار في بنما مع نفس الخدمات الأساسية.
وتأتي كوستاريكا في المركز الثالث لأنها تولي اهتمامًا بالمناخ والبيئة، وتشير البيانات إلى أن ربع أراضيها غابات محمية وأن 99% من الطاقة تأتي من مصادر متجددة، ويبحث المتقاعد عن دول تقدم بيئة ثابتة دون تقلبات حادة، لذلك تظل كوستاريكا ضمن الخيارات المفضلة لدى من يهتمون بالاستدامة.
وتحتفظ البرتغال بالمركز الرابع لأنها توفر مزيجًا من الأمان وجودة الحياة وتكاليف يومية مقبولة، ويبلغ متوسط إيجار شقة صغيرة خارج لشبونة نحو 1500 يورو بينما تتراوح تكلفة البقالة بين 400 و500 يورو، ويعتمد الوافدون على هذه الأرقام لاتخاذ قرارات طويلة المدى.
وتظهر المكسيك في المركز الخامس مع انتشار مجتمعات كبيرة من الأمريكيين والكنديين يصل عددهم إلى مليون مقيم، وتتميز الدولة ببنية تحتية حديثة وإنترنت سريع وتكاليف منخفضة، ويقول الوافدون إن المدن الساحلية توفر جودة حياة جيدة مع أسعار مناسبة مقارنة بالدول المجاورة.
وتأتي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وتايلاند وماليزيا في المراكز التالية، وتتمتع كل دولة بعوامل جذب خاصة، فإيطاليا تعتمد على سهولة الاندماج داخل المجتمعات المحلية، بينما تقدم فرنسا نظامًا صحيًا شاملًا، وتحافظ إسبانيا على تصنيف مرتفع في الرعاية الصحية، وتوفر تايلاند تكلفة معيشة منخفضة، وتقدم ماليزيا برنامجًا يمنح إقامة طويلة مع بنية تحتية مستقرة.





