“الوجهة شمال”.. رحلة سعودية تُبرز التنوّع السياحي في المملكة
أطلق عددٌ من المهتمين بالرحلات والاستكشافات الجغرافية مبادرةً مجتمعية حملت اسم “الوجهة شمال”، وهي رحلة تهدف بشكل أساسي إلى التعريف بالمقومات السياحية المتنوعة التي تزخر بها مناطق المملكة العربية السعودية، كما وتسعى لإبراز ما تمتلكه هذه المناطق من عناصر طبيعية وتراثية وثقافية فريدة.
العربية للطيران تطلق رحلات مباشرة منتظمة بين الشارقة ولندن
تهدف الرحلة أيضاً إلى ترسيخ المفهوم الحديث للسياحة المسؤولة والمستدامة في أوساط المجتمع، عبر تعزيز الممارسات التي تُسهم بفعالية في الحفاظ على البيئة الطبيعية وصون المواقع التراثية العريقة، مما يعزّز الوعي بأهمية حماية المقومات السياحية السعودية.
تُرسّخ هذه المبادرة المجتمعية سلوكيات مستدامة وواعية تجاه الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وتُعتبر جزءاً من جهد وطني أوسع لتنمية قطاع السياحة، ويأتي مسار “الوجهة شمال” ليكون أولى حلقات سلسلة من الرحلات الاستكشافية المخطط لها.
يُستكمل تنفيذ هذه السلسلة من الرحلات خلال الفترة المقبلة في مناطق أخرى رئيسية من المملكة تشمل كلاً من الجنوب والشرق والوسط والغرب، وهذا كله في إطار رحلة وطنية شاملة تهدف إلى تشجيع حركة السياحة الداخلية.
تُركّز الرحلة الشاملة على نشر الوعي حول المواقع السياحية المميزة، وإبراز تنوّع البيئات الطبيعية والمشاهد الجغرافية المتعددة، كما وتسعى لإظهار اختلاف الموروثات الثقافية التي تعكس الهوية الأصيلة للمكان السعودي.
انطلقت رحلة “الوجهة شمال” من مدينة الرياض كبداية للمسار المخطط له، مروراً بعدها بمنطقة حائل ذات التكوينات الصخرية المميزة، وصولاً إلى محافظة العُلا ذات التاريخ العريق.
تُختتم الرحلة في نهاية المطاف بمنطقة تبوك في أقصى الشمال الغربي للمملكة، ضمن مسار يجسّد التدرّج الفريد في تضاريس شمال المملكة، وما تزخر به هذه المنطقة من تشكيلات صخرية ولوحات طبيعية تعكس تنوّع الجغرافيا وثراء المكان.
أوضح المشرف العام على الرحلة، الفنان والمهتم بالرحلات السياحية خالد عبدالرحمن، أن محافظة العُلا تمثّل إحدى أبرز المحطات الرئيسية في مسار الرحلة، لما تتميّز به من طبيعة فريدة وتنوّع لافت في التضاريس والتكوينات الصخرية.
جعل هذا التنوع الجغرافي والثقافي مدينة العلا وجهة سياحية لافتة على خارطة السياحة الثقافية والطبيعية العالمية، كما وأصبحت العلا محل اهتمام متزايد من قبل الزوّار القادمين من داخل المملكة وخارجها.
أشار عبدالرحمن إلى أن المبادرة ترتكز على إبراز التنوّع الثرّي للتجارب السياحية المتاحة في مناطق المملكة الشمالية، وتسليط الضوء على ما تشهده هذه المناطق من تطوّر متسارع في الخدمات والبنية التحتية السياحية الحديثة.
يتم تحقيق هذا الهدف من خلال تنظيم جولات ميدانية استكشافية بالسيارات عبر المسار المحدد، وتوثيق المواقع المميّزة بصريًا باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، ونشرها وتسويقها على نطاق واسع لتعريف العالم بجمال المملكة وتنوّعها الطبيعي.
أكد المشرف العام على الرحلة أنهم كمواطنين سعوديين يضطلعون بدورٍ مهم وأساسي في التعريف بمعالم وطنهم الغني ونقل صورته الحقيقية المشرقة للزوّار الدوليين، بما يعكس ما يتميّز به المجتمع السعودي من كرم ضيافة وحسن استقبال.
يُسهم هذا الدور المواطني الفعال في تقديم تجربة إنسانية أصيلة وعميقة، تبقى محفورة في ذاكرة كل زائر للمملكة العربية السعودية، مما يعزز الصورة الذهنية الإيجابية للبلاد.
تُسهم مبادرة “الوجهة شمال” بشكل مباشر في تعزيز العلاقة الإيجابية بين الإنسان والمكان، ورفع مستوى الوعي البيئي والثقافي لدى المشاركين والجمهور المستهدف، كما وتندرج ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى تنمية السياحة المستدامة.
تُبرز المبادرة ثراء الطبيعة السعودية وتنوّعها الجغرافي الكبير من خلال التوثيق البصري المتقن، وهي مبادرة مجتمعية مستمرة تهدف إلى فتح آفاق واسعة للاكتشاف في مختلف مناطق المملكة، لتشمل لاحقاً الجنوب والشرق والوسط والغرب.
تُركّز المرحلة المقبلة من هذه المبادرات على اكتشاف التضاريس المتباينة في بقية المناطق، لتقديم عرض شامل ومتكامل لثروات المملكة الطبيعية، وتشجيع المواطنين والمقيمين على خوض تجارب سياحية داخلية جديدة.
يُنتظر أن تُسفر هذه السلسلة من الرحلات عن مادة إعلامية ووثائقية غنية، تسهم في الترويج للمواقع التي لا تحظى بشهرة واسعة بعد على المستوى الإقليمي والدولي.





