أجواء شتوية هادئة وسماء مظلمة في بيئة طبيعية مستقرة بالقرب من المعيزيلة
يقدم مخيم لينة تجربة سياحية شتوية استثنائية ضمن برامج موسم شتاء درب زبيدة، حيث تعمل هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية على توفير خيارات مبيت متكاملة، تهدف إلى دمج الزوار في الأجواء الصحراوية الهادئة مع ضمان أعلى مستويات الراحة والخدمات اللوجستية المنظمة، بما يرسخ مكانة المحمية كوجهة رائدة للسياحة البيئية في المملكة.
يتميز المخيم بتوفير خيام مجهزة بالكامل تتيح للضيوف فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر، وتوفر المساحات المفتوحة المحيطة بالموقع إمكانية رصد النجوم في السماء المظلمة بعيداً عن أضواء المدن، مما يجعل هذه التجربة مناسبة تماماً للعائلات والأفراد الباحثين عن الهدوء والاستقرار في بيئة طبيعية نقية، تمنحهم فرصة ذهبية للاسترخاء خلال موسم البرد.
يقع المخيم جغرافياً في منطقة استراتيجية بالقرب من موقع الرعي الموسمي المعروف بالمعيزيلة، ويساهم هذا الموقع المتميز في تنشيط الحركة السياحية والخدمية في المناطق المحيطة به بشكل مباشر، كما يفتح آفاقاً واسعة أمام المجتمع المحلي وأهل الرعي للاستفادة من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالموسم، مما يحقق توازناً مثالياً بين الحفاظ على التراث والنمو السياحي.
يعزز مخيم لينة منظومة البرامج السياحية التي تنفذها الهيئة لرفع جودة تجربة الزائر وتنوعها، وتسعى المبادرة إلى تقديم نموذج متكامل يربط بين التاريخ العريق لدرب زبيدة وبين تطلعات السياح المعاصرين، من خلال توفير مرافق خدمية حديثة لا تتعارض مع الطبيعة الصحراوية الحساسة، بل تبرز ملامح الجمال الفطري الذي يميز أراضي المحمية الشاسعة.
تستهدف الهيئة من خلال هذه الفعاليات تنويع المنتجات السياحية المتاحة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ويشكل التخييم المنظم في لينة ركيزة أساسية لدعم السياحة البيئية المستدامة التي تحترم الخصوصية الجغرافية للمكان، وتساهم الجولات التعريفية المصاحبة في رفع الوعي بأهمية المحميات الملكية ودورها في حماية الحياة الفطرية، وتعزيز الروابط التاريخية التي تجمع الإنسان بأرضه.
تستقبل المنطقة أعداداً متزايدة من الزوار منذ انطلاق موسم شتاء درب زبيدة الحالي، ويظهر الإقبال الكبير على مخيم لينة نجاح الخطط الرامية لتحويل المحمية إلى نقطة جذب شتوي عالمية، حيث تتضافر الجهود التنظيمية لضمان سلامة المتنزهين وتوفير احتياجاتهم اليومية داخل المخيم، مما يعكس الاحترافية العالية في إدارة الوجهات السياحية المفتوحة تحت مظلة المحميات الملكية.
يؤدي التكامل بين الخدمات السياحية والأنشطة المحلية القائمة إلى خلق فرص عمل موسمية لأبناء المنطقة، ويسهم توافد السياح في إنعاش الأسواق القريبة وزيادة الطلب على المنتجات اليدوية والخدمات اللوجستية التقليدية، ليبقى المخيم حلقة وصل قوية بين زوار يبحثون عن المتعة وبين مجتمع محلي يفيض بكرم الضيافة والترحيب، في مشهد يجسد روح المجتمع السعودي وتراثه العريق.
تعتمد الهيئة معايير بيئية صارمة لضمان بقاء المواقع السياحية نظيفة ومحمية من التأثيرات البشرية، ويتم توجيه الزوار لاتباع إرشادات تضمن الحفاظ على الغطاء النباتي وتجنب الإضرار بالحياة الفطرية في محيط لينة والمعيزيلة، لتكون السياحة في هذه المنطقة وسيلة للبناء وليس الهدم، مما يضمن استمرار هذه التجارب للأجيال القادمة بذات الجمال والصفاء.
يستمتع الضيوف ببرامج ترفيهية مسائية تجمع بين الثقافة والسمر حول النار في أجواء شتوية دافئة، وتوفر هذه الجلسات مساحة للحوار وتبادل القصص التاريخية المرتبطة بدرب زبيدة الشهير، مما يضفي بعداً ثقافياً عميقاً على رحلة المبيت، ويجعل من زيارة مخيم لينة رحلة عبر الزمن تمتزج فيها ذكريات الماضي بتسهيلات الحاضر في تناغم فريد لا يتكرر.
ينتهي الموسم الشتوي بخلفية من الذكريات الطيبة التي يحملها الزوار في مخيلاتهم عن سكون الليل ونقاء الهواء، وتظل تجربة مخيم لينة علامة فارقة في سجل السياحة الشتوية بالمملكة العربية السعودية، حيث أثبتت أن البساطة المنظمة هي مفتاح النجاح في جذب السياح نحو الطبيعة، لتعود لينة كل عام نابضة بالحياة والحكايات تحت سماء درب زبيدة العريق.





