الأخبار

الجمع بين ثقافات العالم المتعددة في مساحة جغرافية واحدة يتيح تجربة سفر متكاملة دون مغادرة العاصمة السعودية

تتصدر منطقة بوليفارد وورلد قائمة الوجهات الأكثر حيوية ضمن فعاليات موسم الرياض الحالي، حيث تفتح أبوابها كمنصة عالمية تتيح للزوار عبور الحدود الجغرافية واستكشاف حضارات متنوعة في مكان واحد، وتوفر هذه المنطقة تجربة استثنائية تعتمد على محاكاة الهويات الوطنية للدول المشاركة من خلال الأجواء والعمارة والفعاليات التي لا تتوقف طوال ساعات العمل.

تنفرد الوجهة بتقديم زخم ترفيهي هائل يشارك في صناعته نحو مائتي فنان وفنانة من مختلف الجنسيات، حيث يتم تقديم ما يزيد على مائة وثلاثين عرضاً يومياً تتوزع ببراعة على مختلف الأجنحة والمناطق الداخلية، وتتنوع هذه الفقرات بين الاستعراضات الفلكلورية والرقصات الشعبية والعروض الفنية الحية التي تضمن استمرارية المشهد البصري المبهر من لحظة الافتتاح وحتى ساعات الإغلاق المتأخرة.

يلمس الزائر منذ لحظة دخوله تنوعاً كبيراً في الإيقاعات والموسيقى التي تعكس هوية كل بلد، إذ تقدم الأجنحة السعودية عروض العرضة والخبيتي والسامري والخطوة لتعريف السياح بالموروث الوطني الأصيل، بينما تضفي الفرق الموسيقية الكويتية وفنون بلاد الشام من قدود حلبية فلكلورية طابعاً عربياً دافئاً يمتزج مع عروض الرقص التقليدي الإيراني والفقرات الترحيبية التايلاندية المتميزة.

تنتقل الرحلة بالجمهور إلى أجواء بوليوود الهندية من خلال مسيرات ثقافية حاشدة وعروض استعراضية ملونة، وتستحضر المنطقة المصرية عبق التاريخ عبر فقرات مستلهمة من شخصية كليوباترا الأسطورية، في حين تأخذ الفنون الفرنسية الزوار إلى شوارع باريس بمقاهيها المتنقلة وفنون المايم الصامتة، مما يخلق حالة من الامتزاج الثقافي الذي يخاطب جميع الحواس بأسلوب واقعي وممتع.

تستعرض الساحة الكورية فنون الكيبوب والعروض المتنقلة التي تجذب فئات الشباب والمهتمين بالثقافة الآسيوية الحديثة، وتتكامل هذه المشاهد مع الرقصات الإندونيسية التقليدية والموسيقى التركية التي يبرز فيها صدى آلة القانون العريق، وتضيف الإيقاعات اليونانية المنبعثة من المدرج الكبير وعزف البوزوكي لمسة متوسطية ساحرة تتناغم مع العروض الإيطالية المستوحاة من الأقنعة الفينيسية الشهيرة.

تتواصل وتيرة العروض العالمية لتشمل فنون المارياتشي المكسيكية والاستعراضات الإسبانية الحماسية التي تشعل حماس الحاضرين في الممرات، وتمتد الرحلة لتشمل تجربة الحياة في الولايات المتحدة عبر عروض رعاة البقر المثيرة، وتكتمل اللوحة الفنية بمشاركات الصين التي تقدم سيركاً صغيراً وعروض التنانين والأقنعة التقليدية، لينصهر العالم كله في بوتقة ترفيهية واحدة تتسم بالتجدد والابتكار الدائم.

يعتمد النجاح الكبير للمنطقة على كثافة المحتوى وتكرار العروض عدة مرات خلال اليوم الواحد، حيث تصل مرات تكرار بعض الفقرات إلى خمس مرات لتسهيل متابعتها من قبل جميع الزوار رغم الازدحام، وتسمح هذه الجدولة المرنة للعائلات والشباب بالتنقل بحرية بين الأجنحة دون الخوف من تفويت أي تجربة، مما يجعل الزيارة الواحدة غير كافية لاستيعاب كل هذا الكم من الإبداع الإنساني.

تتغير ملامح المكان وتفاصيله خلال دقائق بسيطة من المشي حيث تتبدل الملابس واللغات والموسيقى بشكل مفاجئ ومنظم، ويشعر السائح بأنه في حالة اكتشاف دائم نظراً لاهتمام إدارة الموسم بأدق التفاصيل البصرية والسمعية لكل دولة، ويبرر هذا المستوى الرفيع من التنظيم الإقبال الكبير الذي يقدر بعشرات الآلاف يومياً، مما يكرس مكانة الرياض كعاصمة عالمية للترفيه وصناعة الفرح.

تتحول بوليفارد وورلد بفضل هذا المزيج إلى منطقة نابضة بالحياة لا تشبه نفسها في أي ساعة من اليوم، وتكمن قوتها الحقيقية في قدرتها على إبهار الزوار وجذبهم لتكرار الزيارة مرات عديدة لاستكمال رحلتهم حول العالم، وتظل هذه الوجهة واحدة من أبرز محطات الموسم التي تعكس انفتاح المملكة على الثقافات العالمية، وتقديمها بأسلوب خبري وواقعي يلامس تطلعات الجمهور المحلي والدولي.

تساهم هذه الفعاليات الضخمة في تعزيز قطاع السياحة الداخلية ورفع معايير الترفيه في المنطقة بشكل عام، إذ تمزج بين التعليم والترفيه والتعارف الثقافي بأسلوب انسيابي ومشوق، ويختتم الزائر رحلته وهو يحمل ذكريات متنوعة من قارات مختلفة جمعتها له الرياض في مساحة واحدة، لتظل هذه التجربة محفورة في الذاكرة كواحدة من أجمل الرحلات التي يمكن خوضها داخل حدود الوطن بكل رفاهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى