طيران

مسار جوي يربط الشرق بالغرب عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي

دشن مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة أولى رحلاته المباشرة نحو العاصمة الروسية، حيث انطلقت طائرة تابعة للناقل الوطني طيران ناس باتجاه مطار فنوكوفو الدولي، وسط احتفاء رسمي يعكس أهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الجوية والتبادل السياحي، وتوسيع شبكة الرحلات التي تربط المملكة بمختلف دول العالم بما يخدم رؤية المملكة السياحية.

اعتمدت الهيئة السعودية للسياحة وبرنامج الربط الجوي هذا المسار الجديد بالتعاون مع الناقلات، لتعمل الرحلات بواقع ثلاث مرات أسبوعياً بين جدة وموسكو كخطوة لتمكين وصول السياح، وتسهم هذه المبادرة في تسهيل حركة المسافرين والزوار بين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية، مما يرفع من وتيرة التعاون الاقتصادي والثقافي المستمر بين البلدين خلال الفترة الحالية.

تعد هذه الوجهة الجديدة الإضافة الثالثة لمطارات روسيا عبر بوابة مطار الملك عبدالعزيز، إذ سبق ذلك تشغيل رحلات لمدينتي محج قلعة ومنرالني فودي عبر طيران أزيموث الروسي، وهو ما يؤكد تنامي الطلب على السفر بين الوجهتين وتطور العلاقات اللوجستية المشتركة، ويفتح الباب أمام خيارات سفر متنوعة تلبي تطلعات المسافرين من مواطنين ومقيمين وسياح دوليين.

تسعى شركة مطارات جدة من خلال هذه التوسعات إلى تحقيق مستهدفات برنامج الطيران الوطني، حيث تعمل على زيادة أعداد الوجهات الدولية المرتبطة بالمطار لتوفير بدائل متعددة للمسافرين، كما تهدف إلى تعظيم العائد من الحركة الجوية والاستفادة القصوى من موقع المملكة الجغرافي، الذي يؤهل المطار ليكون حلقة وصل رئيسية تجمع بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا بكل سلاسة.

احتفل المطار في وقت سابق بتحقيق رقم قياسي من خلال الوصول للمسافر رقم 50 مليوناً، ويعكس هذا الرقم النمو الملحوظ في القدرات الاستيعابية والكفاءة التشغيلية للمرافق الجوية في المملكة، ويأتي ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تطمح للوصول إلى 100 مليون مسافر، وربط المطار بأكثر من 150 وجهة عالمية بحلول عام 2030 لتعزيز التنافسية.

تواصل الجهات المسؤولة عن قطاع الطيران دعم برامج الربط الجوي لضمان استدامة الرحلات المباشرة، ويتم العمل حالياً على تحسين تجربة المسافر داخل صالات المطار وتوفير كافة الخدمات اللوجستية المطلوبة، لضمان استمرارية تشغيل المسارات الجوية بنجاح وكفاءة عالية تليق بمكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، مع التركيز على استقطاب كبرى شركات الطيران العالمية والمحلية للمشاركة في هذا التحول.

تؤكد هذه الخطوات العملية على جدية العمل لتحويل مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى نقطة محورية، حيث يتم دمج المعلومات والبيانات التشغيلية لتطوير الأداء العام وزيادة وتيرة الرحلات المنتظمة، ويشكل ربط جدة بموسكو خطوة استراتيجية لدعم قطاعي الحج والعمرة والنشاط السياحي العام، مما ينعكس إيجاباً على الناتج المحلي ويدعم جهود تنويع مصادر الدخل الوطني من خلال صناعة الطيران والسفر.

يستمر مطار جدة في استقطاب المزيد من الناقلات الجوية الراغبة في التوسع في السوق السعودي، وتوفر هذه الشراكات الجديدة مع طيران ناس وغيره من المشغلين بيئة خصبة للنمو والتطوير، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الحضور السعودي في المحافل الدولية الخاصة بقطاع النقل، وتثبيت أقدام المطار كأحد أكثر المطارات حركة ونشاطاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام.

يعول خبراء القطاع على أن تساهم رحلات موسكو المباشرة في زيادة التدفقات السياحية النوعية للمملكة، حيث يتميز السوق الروسي بكونه أحد الأسواق المصدرة للسياح بكثافة عالية في مواسم معينة، وسوف تعمل هذه الرحلات على توفير الوقت والجهد للمسافرين الذين كانوا يضطرون للتوقف في محطات وسيطة، مما يرفع من جاذبية مطار الملك عبدالعزيز كخيار أول للانطلاق والوصول لمختلف الوجهات العالمية المباشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى