لماذا أصبح الحويّط الوجهة الأكثر جذباً للنشء هذا الموسم؟
انطلق برنامج الحويّط في حيّ الظويهرة التاريخي ضمن فعاليات موسم الدرعية الحالي، حيث يستهدف هذا المشروع الرائد استعراض إرث الدرعية العريق وتقديمه للأجيال الجديدة بأسلوب مبتكر، يعزز من مكانة الحي كأحد أبرز المعالم الحضارية والثقافية التي شهدت نشأة الدولة.
يفتح البرنامج أبوابه يومياً لاستقبال الزوار من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، مقدماً فضاءً فريداً يمزج بين اللعب التفاعلي وبين قيم وتقاليد المجتمع السعودي الأصيلة، لضمان بناء جسور من التواصل المعرفي بين النشء وذويهم في بيئة ترفيهية متكاملة.
يبرز حي الظويهرة كنموذج حي للتناغم بين التعليم والتواصل المجتمعي المستدام، إذ تعكس آثاره ومساجده التاريخية وفي مقدمتها مسجد الظويهرة الشهير عمق الموروث النجدي، الذي استلهم منه البرنامج روحه لتنمية قدرات الأطفال وتحفيز خيالهم بأسلوب واقعي.
تتضمن رحلة الزوار المرور بخمس مناطق رئيسة صُممت لتجسد مراحل الحياة القديمة، حيث تبدأ التجربة من واحة العائلة التي تمنح الجميع مساحة مفتوحة للاسترخاء واللعب، قبل الانتقال إلى منطقة الموطن لتعلم فنون بناء البيوت النجدية واتخاذ القرارات الصعبة.
تستمر المغامرة في منطقة الفيضة التي تقدم تجربة زراعية تحاكي روح الازدهار قديماً، حيث يتعرف الزوار على طرق زراعة النخيل والتعامل مع الحيوانات المحلية، مما يعمق ارتباطهم بالأرض ويفسح المجال لفهم أسرار الاكتفاء الذاتي الذي عاشه الآباء.
تجسد منطقة النهضة حيوية الحياة اليومية والنشاط التجاري الذي اشتهرت به الدرعية، إذ يمتزج فيها الخيال بالحقائق التاريخية لتنشيط ذاكرة الزوار حول الأسواق القديمة، بأسلوب تفاعلي يجعل من المعلومة التاريخية تجربة ملموسة وراسخة في أذهان المشاركين.
يختتم المشاركون رحلتهم في منطقة الحصن التي تمثل متاهة تفاعلية معقدة التصميم، حيث تشجع هذه المتاهة الأطفال على العمل الجماعي وتنمية مهارات التفكير المنطقي، بالإضافة إلى حل المشكلات بروح الفريق الواحد وسط أجواء مليئة بالتحدي والدهشة.
تعتمد التجربة في الحويّط على عناصر معمارية مستوحاة من الهوية العمرانية للدرعية، مدعومة بتقنيات عروض صوتية وضوئية حديثة تضفي صبغة جمالية على المكان، وتساعد في تحويل الإرث المحلي إلى قصة بصرية مبهرة تجذب السياح من كل مكان.
يهدف هذا البرنامج الطموح إلى ترسيخ مكانة الدرعية كوجهة سياحية وثقافية عالمية، عبر تحويل التاريخ الصامت إلى تجارب حية تساهم في إثراء المشهد الاجتماعي والبيئي، وتدعم في الوقت ذاته ركائز الاقتصاد الوطني القائم على التنوع الثقافي والسياحي.
تأتي هذه الخطوات ضمن استراتيجية هيئة تطوير بوابة الدرعية لإبراز الهوية السعودية، حيث يسعى موسم الدرعية لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية في تطوير قطاعات جودة الحياة، وجعل العاصمة التاريخية مصدراً دائماً للإلهام ومنصة تجمع بين الماضي والمستقبل.
تستمر فعاليات الحويّط في استقطاب المزيد من العائلات الباحثة عن الترفيه الهادف، مؤكدة على أهمية حي الظويهرة كقلب نابض بالمعرفة والجمال، حيث تظل الدرعية بكل تفاصيلها العمرانية والتراثية رمزاً شامخاً يعزز الانتماء الوطني لدى كل زائر ومواطن.





