ما الذي تخفيه تقنية DarkDiff الجديدة في هواتف آبل؟
كشفت شركة آبل عن ابتكار تقنية تصوير ثورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت عليها اسم “DarkDiff” لتعمل خصيصاً على تحسين وضوح الصور الملتقطة في ظروف الإضاءة المنخفضة للغاية، وهو ما يمثل قفزة نوعية في عالم التصوير الرقمي عبر الهواتف المحمولة.
تستهدف الميزة الجديدة دمج نماذج الانتشار التوليدي المتطورة مباشرة في معالج إشارة الصورة، المعروف تقنياً برمز “ISP” والخاص بكاميرات أجهزتها الذكية، مما يسهم بشكل فعال ومباشر في تقليل مستويات التشويش الرقمي التي تظهر عادة في الأماكن المظلمة.
تعتمد قوة هذه التقنية على إعادة توجيه نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر، جرى تدريبه مسبقاً على ملايين الصور المتنوعة لفهم العناصر البصرية بدقة، ليكون قادراً على استنباط التفاصيل التي يجب أن تكون موجودة في المناطق المعتمة مع مراعاة السياق العام للصورة.
تتجاوز هذه الأداة القصور الذي واجهته الدراسات السابقة في هذا المجال التقني، حيث كانت النماذج القديمة التي تُدرب من الصفر تعاني من مشاكل واضحة، تتمثل في عدم القدرة على استعادة حدة التفاصيل أو الحفاظ على دقة الألوان الحقيقية عند معالجة الظلام.
سعت آبل من خلال هذا التطوير إلى تقديم حلول جذرية لمشكلة فقدان البيانات البصرية، إذ يعمل النظام الجديد على تحليل الأجزاء غير الواضحة وإعادة بنائها بأسلوب واقعي، يضمن للمستخدم الحصول على نتائج احترافية تتفوق على المعالجات التقليدية المعتادة في الهواتف الذكية.
تجسد تقنية “DarkDiff” رغبة الشركة في تعزيز تجربة المستخدم خلال التصوير الليلي، حيث تقوم الخوارزميات بمعالجة البيانات الضوئية الضعيفة وتحويلها إلى لقطات واضحة، مع الحفاظ على التوازن بين الإضاءة والظلال بشكل يمنع ظهور الألوان الباهتة أو الصور المهزوزة تقنياً.
يؤكد الخبراء التقنيون أن دمج الذكاء الاصطناعي في قلب معالجات الكاميرا سيغير قواعد اللعبة، حيث لن تعتمد جودة الصورة فقط على حجم المستشعر أو فتحة العدسة، بل ستلعب البرمجيات الذكية الدور الأكبر في تعويض نقص الضوء الطبيعي وتوليد صور عالية الجودة.
تستمر آبل في إجراء التجارب المعقدة لضمان سرعة معالجة الصور عبر هذه التقنية، إذ يتطلب العمل بنماذج الانتشار التوليدي قدرات معالجة فائقة السرعة، لتتمكن الكاميرا من عرض النتائج المحسنة فور التقاطها دون أي تأخير ملحوظ في أداء نظام التشغيل الخاص بالجهاز.
تفتح هذه الخطوة آفاقاً جديدة أمام المصورين الهواة والمحترفين لاستخدام هواتفهم في بيئات صعبة، فمن خلال فهم السياق العام للمشهد تستطيع التقنية التمييز بين أنواع الأجسام المختلفة، وتقديم معالجة مخصصة لكل جزء من الصورة بناءً على حاجته من الضوء والتفاصيل الحادة.
تنبئ هذه التطورات بقرب انتهاء عصر الصور الليلية الباهتة التي كانت تشكل عائقاً كبيراً، فبفضل التدريب المكثف على قاعدة بيانات ضخمة من الصور الحقيقية، أصبح بمقدور الذكاء الاصطناعي توقع الشكل النهائي للقطة بدقة مذهلة، تضاهي في جودتها ما تقدمه الكاميرات الاحترافية.
تطمح الشركة من خلال الكشف عن هذه الأداة إلى ترسيخ مكانتها كقائد في سوق التكنولوجيا، حيث يمثل الابتكار في مجال معالجة الصور الرقمية أحد أهم الركائز التي يعتمد عليها المستهلكون، عند اتخاذ قرار شراء الأجهزة الحديثة التي تدعم تقنيات التصوير المتقدمة والذكية.





